نام کتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 36
بل يكفي فقط أن
يضع عقله عند محمد شحرور أو عدنان إبراهيم أو إسلام البحيري أو غيرهم كثير من
الذين لم يتركوا شيئا إلا انتقدوه وناقشوه.. ليخرج بعد ذلك، ومن غير بحث ولا عناء
ولا تأمل أستاذا في فن النقد والهدم والتدمير.
لتفاجأ به يناقش
كل شيء، ويحشر أنفه في كل مسألة؛ فإذا ما قيل له: هل قرأت شيئا؟.. أو كيف وصلت إلى
هذه الفكرة؟.. أو كيف اقتنعت بهذه القناعة؟.. أخرج لك تسجيلا صوتيا، أو قنبلة من
قنابل اليوتيوب الكثيرة، ويذكر لك أن هذا هو مصدر أفكاره.
فإذا ما قلت له:
الأمر أخطر مما تتصور، فالبت في القضايا العلمية الكبرى لا يمكن أن يكون بهذه
الطريقة، ولا بد أن تمر بمراحل كثيرة حتى تخرج لنا برأيك واجتهادك، أما أن تناقش
بما وصل إليه غيرك، فليس لك ذلك، وليس ذلك من العلم.
إذا قلت له هذا
أعرض عنك، واتهمك بما شاءت له أهواؤه من التهم.. وهو يتصور نفسه فوق ذلك تنويريا،
وهو ليس إلا متطرفا جديدا لا يقل عن المتطرف الذي ينتقده، أو يحرض عليه، أو يتصور
نفسه بمنجاة منه.
وقد حذر القرآن
الكريم من هذا الصنف من القنابل، فقال: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ
قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ
وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ
فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205)
وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ
جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ﴾ [البقرة: 204 - 206]
فهذه الآيات
الكريمة تنطبق تماما على هذه القنابل الصوتية، ومن يؤيدها وينصرها، وينشر أفكارها
الهدامة، لأنها تعلم اللدد في الخصومة، ثم تنشر بعد ذلك
نام کتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 36