نام کتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 44
تحتوي على نفس
مستوى التعقيد، والمعاني الفوّارة الغزيرة: كالتوراة والإنجيل، والنصوص المؤسِّسَة
للبوذية أو الهندوسية، وكلُّ نصٍّ تأسيسي من هذه النصوص الكبرى؛ حَظِيَ بتوسعاتٍ
تاريخيةٍ معينة، وقد يحظى بتوسعاتٍ أخرى في المستقبل)[1]
وهو لهذا يدعو
إلى قراءة القرآن الكريم قراءة جديدة بعيدة عن كل المفاهيم التي تعلق بها المسلمون
في جميع عصورهم، والتي جعلتهم ـ حسب تصوره ـ يتخلفون عن ركب الأمم، فيقول متأسفا:
(وهذا التأخر يعكس التفاوت التاريخي، بين المجتمعات الإسلامية، والمجتمعات
الأوربية أو الغربية. فالقرآن لا يزال يلعب دور المرجعية العليا المطلقة، في
المجتمعات العربية والإسلامية. ولم تحلَّ محلّه أيّة مرجعيّة أخرى حتى الآن .. إنه
المرجعية المطلقة، التي تحدد للناس ما هو الصَّح، وما هو الخطأ، ما هو الحق، وما
هو الشرعي، وما هو القانوني، وما هي القيمة)[2]
ولهذا فإن القراءة
الصحيحة عنده للقرآن، والتي تعيد مركزية الإنسان هي أن (ننظر إلى القرآن من خلال
مقارنته مع الكتب المشابهة له في الثقافات الأخرى ـ أي التوراة والإنجيل ـ،
فالمقارنة هي أساس النظر والفهم) [3]
وهكذا نجد كل
التنويريين يشيدون بالإنسان باعتبار المركز ، لا باعتباره مجرد كائن من الكائنات
التي خلقها الله تعالى لتؤدي وظائفها في هذا الوجود مثل سائر الكائنات، وأول
وظائفها تعرفها على ربها، وعبوديتها له.