نام کتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 67
بحضارة الغرب،
ولا ماديتها، ولذلك حُفظ له كلام ربه الذي لم ينحرف عنه قيد أنملة.
ولذلك لم يذهب
لجامعة السربون ليتلقى الفلسفة الغربية، ولا أفكارها، فعنده ما يكفي من الفلسفة
والأفكار، وإنما ذهب إليها ليتعلم التقنيات التي تحتاجها أمته.. فالأمة تحتاج إلى
تقنيات الغرب، وتطوره المادي، ولا تحتاج إلى فلسفته وأفكاره..
وقد كان ابن نبي
يدرك جيدا أن تلك الفلسفة والأفكار الغربية لو نفعت أحدا من الناس لانتفع بها
الغرب نفسه، وكيف ينتفع بها، وهو يمد أساطيله في عرض المحيطات والبحار، ويمد
طائراته الحربية في أجواء المستضعفين ليملأهم رعبا، وليفرض عليهم همينته وكبرياءه
وسطوته، وليبتز منهم آخر قطرة من دمائهم وعرقهم والثروات التي أتاحها الله لهم.
ولذلك يمكن
اعتباره مصداقا لما ورد في الحديث الشريف من كونه مثل الأترجة، ذات الرائحة
الطيبة، والطعم اللذيذ، بالإضافة إلى استعمالها في المداواة، وكونها ـ كما يذكر
الأطباء القدامى ـ من الأدوية المفرحة، والمؤثر في نفسية آكليها.
وهكذا هو مالك
بن نبي رحمه الله، فقد كان أترجة انتفع الناس برائحتها، وبتلك
الوصفات الربانية التي وصفها لنهضة الأمة ورقيها، ولم يستعن في ذلك، لا بمناهج
الشرق، ولا مناهج الغرب، وإنما استفادها من القرآن الكريم.. وصفة الهداية الإلهية،
والتنوير الرباني..
وقد ذكر في
كتابه العظيم [الظاهرة القرآنية] أنه لم ينطلق في هذه النتائج التي وصل إليها من
تقليد الآباء ولا الأجداد، وإنما وصل إليها عبر البراهين العقلية التي جعلته يرى
أن مصدر القرآن الكريم هو الحقيقة المطلقة، الممتلئة بالثبات
نام کتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 67