نام کتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 69
وهكذا كان أركون
الذي لم يرب في كتاتيب القرآن الكريم.. وإنما ربي بأيدي الآباء البيض، وعندما ذهب
إلى فرنسا لم يتعلم الكهرباء، ولا الهندسة، وإنما ذهب لتعلم فكر الغرب وفلسفته،
ليتحول إلى مستشرق فرنسي، لا إلى مهندس عربي أومسلم.
ولذلك راح ينظر
إلى أمته وشعبه وبلده كما ينظر المستشرقون الحاقدون، مع كونه يعلم أن بلده عاش
فترة طويلة ضحية بين جلادي فرنسا المجرمة، وأن الكثير من أسباب تخلف بلده تعود إلى
ذلك الاستعمار البغيض..
لكن ذلك لم يمنع
أركون من أن يشيد بفرنسا، ويدعو إلى قيمها، وينسى أن قيمها هي التي دفعتها
لاستعمار بلاده، ونهب ثرواتها.
وهكذا راح أركون
ـ على عكس مالك بن نبي ـ يشيد بأولئك الماديين الذين احتقروا المقدس، وتصورو أن
الإنسان هو رب نفسه، وسيد مصيره، وأنه لا مقدس في الوجود، بل لا حقيقة ثابتة في
الوجود، إلا الهوى المجرد.
ولذلك كانت
قراءته للقرآن الكريم كقراءة المنافق الذي يبحث عن الثغرات، لا المؤمن الذي يبحث
عن الحقائق..
ولذلك سول لنفسه
أن يقترح على ربه، وأن يقدم رأيه بين يدي كتابه، وأن يخضعه لتلك المقاييس البشرية
التي يحلل بها أي كلام، وتحلل معها أي نفسية.
وقد كان في
موقفه هذا يشبه ذلك الموقف الذي ذكره القرآن الكريم؛ فقال: ﴿وَإِذَا مَا
أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا
فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (124)
وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى
رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ ﴾ [التوبة: 124، 125]
نام کتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 69