نام کتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 71
هاشم صالح.. والتنوير الأوروبي
من الشخصيات
التنويرية التي صدرها لنا السربون، وأخرجها لنا أستاذ الحداثة الأكبر [محمد
أركون]، وكانت من أكثر الشخصيات مساهمة في شرح أفكاره، ونشرها، والدعوة إليها
شخصية [هاشم صالح][1] ،
الذي نستطيع من خلال كلماته الصريحة والجريئة أن نفهم الأهداف الكبرى من التنوير
والحداثة، وكونها لا تعدو تقليدا حرفيا للتنوير الأوروبي، واعتباره نموذجا مثاليا
يمكن تطبيقه، بل يجب تطبيقه على واقعنا الإسلامي بمصادره المقدسة.
وهم يفعلون هذا
من غير نظر إلى الفوارق الكبيرة بين الإسلام والمسيحية، ولا بين القرآن الكريم
والكتاب المقدس، ولا بين رؤية المسلمين للإسلام، ورؤية المسيحيين له.. فهم يعتبرون
الكل واحدا، ولذلك يرون أن التجربة التي نجحت في أوروبا ستنجح إن طبقت حرفيا في
بلاد المسلمين..
وكل ذلك
مغالطات.. فالإسلام يختلف عن المسيحية، والقرآن الكريم يختلف عن الكتاب المقدس،
والمؤسسات الدينية الإسلامية تختلف جذريا عن المؤسسات الدينية المسيحية.. وكون
أوروبا تخلصت من الكنيسة، لم يضعها في التنوير الحقيقي، بل إن جرائمها بعد فترة
التنوير كانت أكبر بكثير من جرائمها في
[1] مفكر وكاتب ومترجم سوري متخصص في
قضايا التجديد الديني ونقد الأصولية ونقاش قضايا الحداثة وما بعدها. حاصل على
الدكتوراه في النقد الأدبي الحديث من جامعة السوربون 1982. وعلى دبلوم الدراسات
العليا من جامعة دمشق 1975. يكتب بأهم الصحف والمجلات الدولية، نقل هاشم صالح
العديد من مؤلفات محمد أركون إلى اللغة العربية، انظر: حوار مع الكاتب والمفكر
السوري هاشم صالح : سوف تحصل في الإسلام ثورة معرفية كتلك التي حصلت في المسيحية
الغربية، مولاي أحمد صابر، مؤسسة مؤمنون بلا حدود.
نام کتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 71