نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 104
جوراً، قد
تواترت تواتراً معنوياً، وكثرت جداً واستفاضت كما صرح بذلك جماعة من العلماء
بينهم: أبو الحسن الآبري السجستاني من علماء القرن الرابع، والعلامة السفاريني،
والعلامة الشوكاني وغيرهم، وهو كالإجماع من أهل العلم، ولكن لا يجوز الجزم بأن
فلاناً هو المهدي إلا بعد توافر العلامات التي بينها النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) في الأحاديث الثابتة، وأعظمها وأوضحها كونه
يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً)[1]
بالإضافة إلى
هذا، فقد ألفت المؤلفات الكثيرة في الروايات المرتبطة بالإمام المهدي، والتي لم
يكتبها الشيعة فقط، وإنما كتبها أعلام كبار من المدرسة السنية، بل من المدرسة
السلفية نفسها، فقد كتب الشيخ عبد المحسن العباد كتابه: (الرد على من كذب
بالأحاديث الصحيحة الواردة في المهدي)، وكتب الشيخ حمود بن عبدالله بن حمد
التويجري مجلداً بعنوان (الاحتجاج بالأثر على من أنكر المهدي المنتظر)، وغيرهما
كثير.
ومما يؤكد هذا
التواتر ويدعمه تلك الروايات الكثيرة جدا، والتي رويت في المصادر الشيعية بالطرق
الصحيحة المعتبرة، وللأسف فإن الذين ينكرون صحة أحاديثه، أو ينفون تواترها،
يستكبرون على تلك النصوص الكثيرة، والتي تتجاوز حد التواتر بكثير.. ولكنهم لكبرهم
يتصورون أنه لا حديث إلا الذي يحدثهم به من ينتمون لمدرستهم، وتشبعوا بفكرهم.
ومن هذا الباب
تلك الشبهة التي يذكرون فيها أن الأحاديث المرتبطة بالإمام
[1] الرسالة في الفتن والملاحم وأشراط
الساعة لماهر بن صالح آل مبارك- ص: 89.
نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 104