responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 106

معرفة أسرار ما يريده الله.

وكان في إمكانهم أن يسترشدوا بقصة موسى عليه السلام مع الخضر، وكيف دله على أن في الغيب أشياء كثيرة تبرر ما لا ندركه من عالم الشهادة.

وكان في إمكانهم أن يعودوا إلى الاسم الذي سماهم الله به، وهو الإسلام، وهو اسم لا يستحقه إلا من سلم لله تسليما مطلقا في شريعته وعقيدته وسلوكه ومواقفه، بل يكون بين يديه كالميت بين يدي الغسال، أو كالريشة في مهب الريح.

لكن الدين المزاجي الذي طبع عليه التنويريون، ومن تبعهم في هذا الموقف جعلهم يعترضون من حيث لا يشعرون؛ فيتساءلون بعقولهم القاصرة المجردة عن جدوى ظهور هذا الإمام العظيم الذي وكلت له أخطر مهمة في التاريخ.

وهم في نفس الوقت يصححون حديث التجديد الذي قال في (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم): ( إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها )[1]، مع كونه لا يرقى في صحته لأحاديث الإمام المهدي، لا في عدد رواته، ولا في عدد مخرجيه، ولا في أي شيء آخر.

ومع ذلك نجد القرضاوي، وكل من ينكر أحاديث المهدي، يؤمن به، ويصححه، بل يؤلف فيه الكتب، ولا يكاد يخلو مجلس من المجالس إلا ويذكره، ويعدد من خلاله المجددين الذين ينطبق عليهم الحديث، ويكاد يذكر نفسه ـ لولا الحياء ـ من بينهم، مع أنه لا فارق بين الأمرين؛ فالذي بشر بظهور المجددين في كل مائة سنة، هو نفسه الذي بشر بظهور المجدد الأعظم بعد مئات السنين.


[1] رواه أبو داود (رقم/4291) وصححه السخاوي في المقاصد الحسنة (149)، والألباني في السلسلة الصحيحة (رقم/599).

نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 106
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست