نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 116
المقدسة
الكثيرة، فإننا ـ وحتى لا نقع في التطفيف في الميزان، أو في المكاييل المزدوجة ـ
علينا أن نترك تعلم العلوم الدينية، لأن هناك من العلماء بالدين من راح يفسد
الدين، ويضلل الناس..
بل نترك كذلك
الأحاديث الدالة على التجديد، ذلك أن الصراع في التاريخ حصل بين المجتهدين، وكل
منهم يزعم أنه المجدد، ولا زال الآن الصراع موجودا؛ فكل جهة تتصور أن زمام التجديد
بيدها.
وهكذا، كانت هذه
الشبهة مجرد هوى، ذلك أن الحقيقة لا يضرها من خالفها، كما لا ينفعها من وافقها،
والهروب منها بأمثال تلك الحجج كتمان للعلم، وقد قال تعالى في وصف أهل الكتاب
وكتمانهم للبشارت برسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم): {الَّذِينَ
آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ
فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [البقرة: 146]
ولو تأملنا حجج
أهل الكتاب في ذلك الكتمان لوجدناها نفس حجج هؤلاء، ذلك أنهم يتصورون أن مصلحة
الدين في بقاء النبوة في بني إسرائيل؛ فإذا ما خرجت منهم كان في ذلك الضلال.. وهو
نفس ما يتذرع به هؤلاء الذين يتصورون أن التجديد حكر عليهم، ولذلك لا يصح أن
يسلموه لغيرهم كائنا من كان حتى لو كان الذي بشر به رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) بل بشر به كل الأنبياء.
وهم يفعلون ذلك
خصوصا مخالفة للشيعة الذين يعطون قيمة كبيرة لتلك البشارات النبوية، بل يتحركون في
التاريخ على أساسها؛ فيخالفونهم، ولا يعلمون أنهم يخالفون رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) نفسه.
والمشكلة الكبرى
بعد ذلك كله ليس في مجرد الكتمان؛ فهو مع الإثم العظيم
نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 116