نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 135
وهكذا لو قرأنا
القرآن الكريم، وتدبرناه لوجدنا فيه الآيات الكثيرة التي تصرح بعالم البرزخ بما
فيه من نعيم أو عذاب، بل تصرح ببعض تفاصيله، كالمساءلة في عالم البرزخ، والتي نص
عليها قوله تعالى: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ
فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ
وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} [إبراهيم: 27].
وقد ورد في
الحديث ما يفسرها، فقد قال رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
فيها: (نزلت في عذاب القبر، فيقال له: من ربك؟ فيقول: ربي الله، ونبيِّي محمدٌ (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، فذلك قوله عز وجل: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ
آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ}
[إبراهيم: 27])[1]
الشبهة الثالثة ـ عذاب القبر
والسنة المطهرة:
يقف التنويريون
موقفين من الأحاديث النبوية المطهرة، والتي تنص صراحة على حياة البرزخ، بما فيها
من نعيم أو عذاب.
أما أحدهما، وهو
يمثل من يسمون أنفسهم [قرآنيين]، فهو لا يهتم بتلك الأحاديث، ولا يراعيها، لأنه لا
يعتبرها مصدرا مقدسا؛ فهو يرى أن القرآن الكريم وحده يمكن أن يهديه للحقائق، ولا
خطاب لنا مع هذا الصنف عند هذه الشبهة، لأنا خاطبناه في الشبهة السابقة، وبينا أن
القرآن الكريم ينص صراحة على عذاب القبر، حتى أن شيخ القرآنيين المحدثين لم يملك
إلا أن يقر بذلك، لكنه خصه بقوم فرعون، وقوم نوح عليه السلام، وهو نوع من الهروب
من الحقيقة القرآنية التي دلت عليها كل الأدلة.