نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 154
المختلفة، ولم
يذكر أبدا أنهم ما داموا مؤمنين، فهم معفون من ذلك.
ومن أمثلة ذلك تلك
التهديدات الإلهية الخطيرة المرتبطة بآكل الربا، كما قال تعالى: {يَاأَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ
كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ
اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [البقرة: 278، 279]، فهل يضمن عدنان إبراهيم لآكلي الربا ألا
يعذبوا في الآخرة بسبب عدم كونهم من المشركين؟
وهكذا توعد الله
تعالى آكلي مال اليتيم؛ فقال: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى
ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا}
[النساء: 10]، فهل يضمن هؤلاء ألا يعذب آكل مال اليتيم؟
وهكذا؛ فإن من
علامات المؤمنين تذكر الأهوال وأنواع العذاب، حتى تردع النفس الأمارة وتؤدب، ولهذا
ورد في النصوص المقدسة بيان الأعمال التي يعذب بها صاحبها في القبر، حتى تكون
تحذيرا له، وليس من الأدب مع الله تعالى، ولا مع رسوله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)،
والذي استعمل هذه الوسيلة التربوية في أن نقوم نحن بالتهوين منها وتحقيرها.
وقد أحصى ابن
القيم الكثير من المعاصي التي ورد في شأنها الوعيد بعذاب القبر، فذكر منها (النمام،
والكذاب، والمغتاب، وشاهد الزور، وقاذف المحصن، والداعي إلى البدعة، والقائل على
الله تعالى ورسوله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) ما لا علم له به، وآكل الربا، وآكل أموال
اليتامى، وآكل السحت من الرشوة، وآكل مال أخيه المسلم بغير حق أو مال المعاهد،
وشارب الخمر، والزاني، واللوطي، والسارق، والخائن، والغادر، والمخادع، والماكر،
وآخذ الربا، ومعطيه، وكاتبه، وشاهداه، والمحتال على إسقاط فرائض الله تعالى،
وارتكاب محارمه، ومؤذي المسلمين، ومتتبع عوراتهم، والحاكم
نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 154