responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 166

 

وهل يمكن لعاقل أن يدعي أننا إذ أحببنا كريما لكونه تكرم علينا بأصناف العطاء، ووعدنا بأضعافها أننا لا نحبه إلا لأجل ما يعطينا.. هذا كذب وبهتان عظيم لأن محبة المحسن ذاتية حتى لو لم يحصل إحسانه إلى المحب..

بالإضافة إلى أن القبانجي والتنويريين معه يتصورون الجنة بحسب عقولهم البسيطة، وإلا فإن الله تعالى الذي اعتبر كل ما نراه في الدنيا من أصناف الجمال مجرد متاع قليل، واعتبر الحياة التي نعيشها حياة دنيا لا تساوي شيئا، في نفس الوقت اعتبر الحياة الأخرى هي الحياة الحقيقية يجعلنا نقف أمامها مبهوتين منبهرين لا ندري منها شيئا، أو كما قال ابن عباس: (ليس في الجنة شيءٌ يشبه ما في الدنيا إلا الأسماء)[1]

ولذلك فإن كل أحاديث التنويريين عن الجنة وعالم الغيب أحاديث منطلقة من معلومات خاطئة، لأنهم تصوروا أنهم قد أحاطوا بتلك العوالم بينما هم لم يعرفوا منها شيئا، بل لم يذوقوا من شرابها اللذيذ قطرة واحدة، ولذلك استقذروا الشراب، ولو ذاقوه لفنوا عن أنفسهم، وباعوا كل ما لديهم من جاه ومال وسلطان بلحظة واحدة يعيشها المؤمن في صحبة عالم الغيب.


[1] رواه أبو نُعَيْم في صفة الجنة (21 / 2)

نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 166
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست