نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 174
الحاضر. إن
الأمر أشبه بالعثور على شيء مثل جهاز تسجيل في كهف جران دولينا. سيكون ذلك مدهشا
للغاية، لأننا لا نتوقع العثور على أشرطة كاسيت وأجهزة تسجيل في العصر البلستوسيني
الأدنى. وينطبق ذات الشيء على اكتشاف وجه عصري عمره 800.000 سنة. لقد اندهشنا جدا
عندما رأينا هذا الوجه)[1]
ثالثا ـ ممارسة
الداروينيين للخداع العلمي:
بعد يأس العلماء
المؤمنين بنظرية التطور من إيجاد الحلقات المفقودة التي تنبأ بها داورن، راحوا
يموهون على أتباع هذه النظرية بالكثير من النماذج التي أثبت التاريخ بطلانها بعد
ذلك، وللأسف لا زال التنويريون يؤمنون بها على الرغم من أن أصحاب النظرية أنفسهم
تخلوا عنها.
ومن الأمثلة على
ذلك، والتي استعملها الداروينيون لفترة طويلة، بل لا زال بعضهم يستعملها، ما
يسمونه [إنسان بلتداون].. أو ما يطلق عليها الآن بـ [خدعة بلتداون][2]، ففي عام 1912،
ادعى فريق بحثي بقيادة عالم حفريات بريطاني هاوٍ يُدعى [تشارلز داوسون] اكتشاف
حفرية.. وقد كان الأمر حينها عجيبا ومثيرا.. ذلك أن عظام فك تلك الحفرية التي تم
عرضها تشبه عظام فك القرد، بينما الجمجمة كانت تمتلك صفات جمجمة الإنسان.
وقد اهتمت
الهيئات الكثيرة بذلك الاكتشاف الخادع، وتم إطلاق اسم [إنسان بلتداون] على تلك
الحفرية، والتي عُرضت في أهم متاحف العالم لأكثر من 40 عامًا