نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 189
ذكرها القرآن
الكريم ليست سوى ألفاظا عبثية اعتباطية لا دلالة حقيقية لها.
والمشكلة أن
هؤلاء في تكلفاتهم يربطون ذلك بالقرآن الكريم، فيستدلون بقوله تعالى: ﴿إِنَّ
مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ
لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ [آل عمران: 59]، ويلبسون على أنفسهم وعلى الناس، بأن
الله شبه المسيح بآدم غافلين عن أن المشبه به لا يساوي المشبه في كل الوجوه..
وغافلين عن أن الله تعالى ما ذكر ذلك إلا ليبين أن له الإرادة المطلقة، ولذلك ـ
كما خلق آدم عليه السلام ـ من غير أبوين، فهو قادر على خلق المسيح من غير والد.
ولو أن هؤلاء
تخلوا عن كبريائهم، وراحوا يحترمون لغة القرآن الكريم، ويتدبروا قوله تعالى: ﴿وَإِذْ
قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ
مَسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ
سَاجِدِينَ﴾ [الحجر: 28، 29] والذي ورد في مواضع متعددة من القرآن الكريم..
لما وقعوا فيما وقعوا فيه.. ولما فضلوا أي فرضية مهما كانت على هذه الحقائق
المقدسة.
وبناء على تلك
الجرأة نشأت نظريات تأويلية مختلفة للقرآن الكريم يمجها الذوق السليم، وتمجها قبل
ذلك اللغة القرآنية الراقية.
وسنشير هنا إلى
بعضها لنرى مدى التهافت الذي وقعت فيه.. فمن ذلك استدلالهم بقوله تعالى: {وَقَدْ
خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا } [نوح: 14]، وكونها ـ حسب تفسيرهم ـ تشير إلى نظرية
التطور، وهذا لا يصطدم فقط مع موقفهم السلبي من الإعجاز العلمي في القرآن الكريم،
وإنما يصطدم أيضا بالحقائق القرآنية المرتبطة بهذا الجانب.
فالآية الكريمة،
والتي وردت في خطاب نوح عليه السلام لقومه، لا تشير إلى
نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 189