نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 19
الكريم،
فكلاهما من مشكاة واحدة، هي مشكاة الحقيقة المطلقة، وقد قال الله تعالى عن رسوله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم): {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ
إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم: 3، 4]
وهم لا يقولون
أبدا تلك المقولة التي يرددها القرآنيون، والتي هي سبب كل بلاء وقع في الأمة:
(حسبنا كتاب الله)، ذلك أن الله تعالى هو الذي وكل رسوله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
ببيان كتابه، ووضع الضوابط لدينه حتى لا تتلاعب به الأهواء، كما قال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا
إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}
[النحل: 44]، وقال: { وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ
لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}
[النحل: 64]
وقد ورد في
الحديث الشريف وصف دقيق لأمثال هؤلاء، والذي لم يخلوا من أمثالهم التاريخ، فقد قال
(صلیاللهعلیهوآلهوسلم): (لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته، يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو
نهيت عنه، فيقول لا ندري، ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه) [1]
وعن الحسن بن
جابر قال سمعت المقدام بن معدي كرب يقول: (حرم رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) يوم خيبر أشياء، ثم قال: (يوشك أحدكم أن
يكذبني، وهو متكئ يحدث بحديثي؛ فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله، فما وجدنا فيه من
حلال استحللناه، وما وجدنا فيه من حرام حرمناه، ألا إن ما حرم رسول الله مثل ما
حرم الله)[2]
وهكذا تواترت
النصوص الكثيرة الواردة في المصادر الحديثية للمدارس الإسلامية المختلفة على تعظيم
السنة، وخطورة ردها بالهوى المجرد، أو خطورة
[1]
الترمذي العلم (2663)، أبو داود السنة (4605)، ابن ماجه المقدمة (13)، أحمد (6/8).
[2]
الترمذي العلم (2664)، أبو داود السنة (4604)، ابن ماجه المقدمة (12)، أحمد
(4/132)، الدارمي المقدمة (586).
نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 19