نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 224
إليها نفوسهم
ولكنها يمجها كل عقل مهذب وكل شعور رقيق) [1]
وهو ـ هنا ـ يقع
في خلط كبير بين الرقي المادي والرقي الأخلاقي، فيتصور أنهما يسيران في خط واحد،
مع أن الأمر مختلف تماما، فقد يسير الإنسان إلى أعلى قمم التطور المادي، في نفس
الوقت الذي ينهار فيه أخلاقيا إلى أدنى مراتب الإنسانية، بل قد ينزل إلى مراتب
البهيمية نفسها.
وقد أشار القرآن
الكريم إلى هذا المعنى عندما اعتبر كل التطور المادي، والعلوم المرتبطة به، إنما
هو ظاهر الحياة الدنيا، لا حقيقة الحياة، كما قال تعالى: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ
النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (6) يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} [الروم: 6، 7]
ولذلك، فإن
المفتون بالغرب المادي محجوب عن الغرب القيمي، ذلك الذي انهار فيه الإنسان انهيارا
تاما بشهادة الغربيين أنفسهم، بل بشهادة هؤلاء التنويريين أنفسهم، فقد قال قاسم
أمين ناقضا كلامه السابق: (المرأة الفرنسية حين تتزوج تصبح كائناً ناقصاً، وترتد
إلى الطفولة ثانياً)[2]
وقال: (إن عادات
بعض الطبقات الأوربية ساهمت ـ
كما لو كان ذلك عن قصد- في زيادة الفرص التي تيسر السقوط)[3]
وقال: (تكشف
الإحصاءات الفرنسية عن أن نسبة واحد وأربعين في المائة من نساء الهوى المعروفات
رسمياً قاصرات، وأن أكثر من ربع المواليد المعروفين أبناء