نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 44
وقد يتصور البعض
أن مساحة إجماع الأمة محدود، وهذا وهم كبير، فمساحة الاتفاق في الأمة أكبر بكثير
من مساحة الخلاف فيها.. فهي تتفق في أكثر مسائل العقيدة وقضاياها، فهم يتفقون
جميعا في معظم المسائل المرتبطة بالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم
الآخر، وهم يتفقون في أكثر مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل، وإن كانوا
يختلفون في بعض الفروع، التي ليس لها من الأهمية ما لأصول الدين الكبرى التي نصت
عليها الأدلة القطعية.
وهم يتفقون كذلك
في أكثر مسائل الفقه وقضاياه، سواء في أبواب العبادات أو المعاملات، باعتبار أن
أصول هذه الأبواب مذكورة في القرآن الكريم بصيغة قطعية، لتحفظ وحدة الأمة في هذا
الجانب، بل إننا عندما نرجع للمصدر الثاني الذي هو السنة المطهرة، نجدهم كذلك
يتفقون في أكثر الفروع الفقهية، والخلافات بينهم لا تعدو بعض الصور أو القضايا البسيطة.
وهم يتفقون كذلك
في أكثر قضايا السلوك والأخلاق، والتي وردت التفاصيل الكثيرة المرتبطة بها في
القرآن الكريم والسنة المطهرة، واتفقت الأمة عليها بلا خلاف.
وهم يتفقون كذلك
على مركزية القرآن الكريم، والكثير من السنة المطهرة، وكونها مصادر الدين في جميع
أحكامه.
بالإضافة إلى
هذا كله يتفقون في الكثير من المواقف التاريخية أو السياسية كالقضية الفلسطينة،
وعلى ضرورة وحدة الأمة، وعلى مواجهة كل مشاريع التخلف والعولمة والحداثة
والاستعمار التي تريد أن تقضي عليها.
وبذلك فإن مساحة
الخلاف محدودة جدا، وإنما يضخمها المتطرفون
نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 44