نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 83
المجعولة فيه
قانون رباني قاهر لا فكاك لإنسان منه نبياً كان أم غير نبي إلا بتدخل من الله
الخالق البارئ المصور، وهذا ما أشار إليه يوسف نفسه في قوله: {وَإِلَّا تَصْرِفْ
عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ} [يوسف: 33]،
ومن هنا كان طبيعياً أن يلجأ يوسف إلى ربه مستعيذاً به راجياً منه متوكلاً عليه)
ثم راح يفسر كيف
استجاب الله له، فقال: (والسؤال الثاني: كيف حصل ذلك وتم؟ والجواب: كما أن الله
سبحانه استجاب لإبراهيم وعطل خاصية الإحراق في نار النمرود فجعلها برداً وسلاماً،
وكما استجاب لموسى في مباراته أمام فرعون فحول العصا من خشب إلى لحم ودم فإذا هي
حية تسعى، كذلك استجاب الله لنبيه يوسف فجرده من قدرته على الجماع، فإذا بعنوان
ذكورته خرقة بالية لا تنفع لا للخل ولا للخردل، وهذا هو البرهان الرباني المادي
الذي رآه يوسف رأي العين وهي تهم به ويهم بها، وهكذا أصبح الجماع الجنسي مستحيلاً.
وهذا هو برهان الله على الإحصان من الفاحشة، وهو برهان من مقام الربوبية، وإلى
يومنا هذا إذا أراد الله منع إنسان من الوقوع في الفاحشة؛ فإنه يفقده القدرة على
الجنس أن كان فاحشة، ونحن نؤكد قوله تعالى بأنه لو لم يهم بها لما رأى برهان ربه)[1]
وخطورة هذا
الطرح لا تتعلق بقصة يوسف عليه السلام فقط، وإنما بذلك التبرير للفاحشة، واعتبارها
ميلا طبيعيا، وأن الإنسان فيها خاضع لغريزته القاهرة، وأنه ليس مسؤولاً عنها ما
دامت تلك هي إرادة الله، إلا إذا أراد الله منعه منها، فيعطل قدرته على ممارستها.