نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 87
ولست أدري ما
العجب في ذلك كله، ما دامت الأدلة الكثيرة قد دلت عليه، ذلك أن الخرافة ليست هي
العجيب من الأخبار، وإنما الخرافة هي الأوهام التي لا دليل عليها، حتى لو كانت
تحمل صورة واقعية بسيطة.
ولو كانوا
يعتبرون العجيب من الأخبار خرافة، فليتجرؤوا، ويكذبوا تلك العجائب التي أخبر الله
تعالى بها عن سليمان عليه السلام، وكيف سخر له كل شيء، أو لينكروا تلك الناقة التي
خرجت من الصخر، أو ينكروا إحياء المسيح عليه السلام للموتى، أوتحويله من الطين
طيورا، أو ينكروا تحول عصا موسى عليه السلام إلى ثعبان.
وإن كانوا
يعتبرون كل ذلك خاصا بالأنبياء؛ فقد أخبر الله تعالى أن في قدرات الإنس والجن
عجائب كثيرة: فقد ذكر عن صاحب سليمان عليه السلام قدرته على إحضار العرش من مسافة
طويلة جدا، وفي طرفة عين، لا بسبب معجزة، وإنما بسبب كونه أوتي علم بعض الكتاب،
كما قال تعالى: {قَالَ يَاأَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا
قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38) قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا
آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ
أَمِينٌ (39) قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ
قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ
قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ
شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ
كَرِيمٌ } [النمل: 38 - 40]
وما داموا لا
يستطيعون إنكار ذلك كله، باعتباره واردا في القرآن الكريم، فلم يتجرؤون على إنكار
الدجال، وهو وارد في السنة المتواترة القطعية الثبوت، التي اتفقت عليها جميع
المدارس الإسلامية.
وقد قال الكتاني معبرا عن تواتر أحاديثه في كتب
المدرسة السنية وحدها:
نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 87