responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 103

والسماوات والأرض وما بينهما من الجن والإنس والدواب والأشجار، ويعلم أن الخالق لجميعها والقادر عليها والرازق لها واحد، وأن الكل في قبضته، مترددون بين فضله ورحمته، وبين نقمته وسطوته، إن أنعم فبفضله، وإن عاقب فبعدله [1].

وهذا التعظيم التمهيدي هو غاية ـ عند الغزالي ـ في نفس الوقت، لأنه بقدر تعظيمه عند القراءة يكون فهمه عن الله، وبقدر فهمه عن الله تكون معرفته ويزداد تعظيمه.

حضور القلب:

وهو ترك حديث النفس والانشغال بالقرآن عن غيره، وذلك ـ كما يرى الغزالي ـ يتولد عما قبله من التعظيم، فإن المعظم للكلام الذي يقرؤه يسر به ويستأنس ولا ينتقل عنه، زيادة على احتواء القرآن الكريم على كل ما يستأنس به القلب إن كان التالي أهلا له (فكيف يطلب الأنس بالفكر في غيره، وهو في متنزه ومتفرج؟، والذي يتفرج في المتنزهات لا يتفكر في غيرها)[2]

وهو أيضا مرتبط بمدى علم القارئ بسعة القرآن الكريم التي هي فيض من مصدره الإلهي، فلذلك يقرأ كل مرة كلاما جديدا، ويفهم فهما جديدا، وتفاض على قلبه أحوال جديدة، وذلك كله ناف لصفة التكرار المسببة للغفلة وعدم حضور القلب، وذلك كله لا يكون ـ كما عبر عنه الغزالي في كل مناسبةـ إلا بالجد، وهو التجرد له عند القراءة وانصراف الهم له عن غيره، ويفسر قوله تعالى: ﴿ يَايَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ﴾ (مريم:12) بالجد والاجتهاد[3].


[1] المرجع السابق .

[2] المرجع السابق 1/282.

[3] المرجع السابق 1/281.

نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 103
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست