responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 112

وهي المجال الفسيح الذي يمكن الاطلاع عليه دون إمكانية الإلمام به، ولذلك كثرت الآيات المشتملة على العلم والقدرة والحياة والكلام والسمع والبصر وغيرها، هي ـ أيضا ـ تستدعي الأمرين السابقين: التنزيه والتعظيم، فإن صفات الله تعالت وتقدست أن تشابه صفاتنا، فلذلك يغلب على هذه المعرفة الإيهام والتشبيه، ولهذا (ينبغي أن تقترن بنفي المشابهة، ونفي أصل المناسبة)[1]

وقد أشار إليه قوله تعالى في: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ﴾(الشورى:11)، ثم عقب ببيان صفتين من صفاته قد توهمان التشبيه هما السمع والبصر، لارتباطهما بالنسبة لنا بالأذن والعين، قال تعالى: ﴿ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ (الشورى:11)

ويرى الغزالي أنه بقدر معرفة المؤمن لصفات الله تعالى وتنزيهها وتعظيمها تكون معرفته بذاته تعالى، فمعرفة الصفات هي مدد معرفة الذات، ولذلك كثرت الأسماء الحسنى الدالة على عظمة صفات الله تعالى.

و هو يرى وجوب القول بتوقيفها بحيث لا نسمي الله إلا بما سمى به نفسه، أو سماه به رسوله، مستدلا على ذلك بقياس مفاده أنه (إذا لم يكن لنا أن نسمي إنسانا، أي نضع له اسما، فكيف نضع لله اسما؟)[2]

أما القول في الصفات فمتسع، لأن الوصف إخبار، ويجوز الإخبار مادام صادقا وحاويا صفات المدح والجلال، (فلا نقول:يا موجود يا محرك يا مسكن، بل نقول: يا مقيل


[1] المقصد الأسنى ص40.

[2] نقل الغزالي الخلاف في إطلاق الأسماء والصفات على الله تعالى والواقع بين الأشعري والباقلاني، فالباقلاني يرى جواز ذلك إلا ما منع منه الشرع، أو أشعر بما يستحيل معناه على الله تعالى، وذهب الاشعري إلى القول بتوفيقها، واختار الغزالي التفصيل، انظر: المقصد الأسنى ص164.

نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 112
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست