responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 152

يعتبر الغزالي من المصلحين الذين جمعوا بين خصائص قد تبدو متناقضة بادئ الرأي، فهو مع توجهه الروحي العالي، واستغراقه الكلي في التصوف وحكمه بعجز العقل وقصوره، نجده يثق في العقل ثقة تكاد تكون مطلقة، بل يعتبره ميزان الله في أرضه[1].

وفي نفس الوقت الذي نجده يدعو إلى الاعتماد على المصادر الأصلية والعودة إلى ما كان عليه السلف الصالح، نجده يستند إلى تراث الفلاسفة وغيرهم، ويعترف بذلك، ولا يرى بأسا من النقل عنهم، في الحين الذي ينتقدهم بشدة، ويعتبر أفكارهم تهافتا يدعو لنبذه.

وهذا النظر المبدئي الذي يحكم بتناقض الغزالي هو ما دعا ابن رشد إلى قوله: (إنه [أي الغزالي ] لم يلزم مذهبا من المذاهب في كتبه، بل هو مع الأشعرية أشعري، ومع الصوفية صوفي، ومع الفلاسفة فيلسوف، وحتى أنه كما قيل:

يوما يمان إذا لاقيت ذا يمن وإن لقيت معديا فعدناني)[2]

ونرى أن هذه الأحكام ناتجة عن سوء فهم لمنهج الغزالي، وعدم تكامل صورته الفكرية في أذهان هؤلاء الناقدين.

وسنرى في هذا المبحث أهمية أحكام العقل عند الغزالي، وضرورة استعمالها في كل المعارف، ومن ثم إمكانية الاستفادة من كل تراث ثقافي أجنبي ما دام متلائما معها، وهو ما سيحاول أن يزيل بعض تلك الصورة المتناقضة التي يرسمها له نقاده.

1 ـ أحكام العقل:


[1] مشكاة الأنوار ص197.

[2] ابن رشد، فصل المقال، مصر: دار المعارف، ص53،25.

نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 152
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست