responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 163

بعد معرفة الموازين العقلية السابقة، والتمرن عليها، وحصول الملكة فيها، مع تجنيب الأحكام الحسية والوهمية، والاعتصام بالمصادر الشرعية، فإن الغزالي لا يرى بأسا من الانفتاح على كل الثقافات والعلوم، والاحتكاك بها، والتأثير فيها، والتأثر بها، وقد كان يجمع الكثير من تلك الثقافات في عصر الغزالي اسم الفلسفة أو علوم الأوائل [1]، وكانت المواقف حولها كما يرى الغزالي تتراوح بين ثلاث تيارات:

أ ـ تيار الرفض:

ويرى الرفض الكلي لتلك الثقافات، وتأليب الرأي العام عليها، وتكفير أو تبديع كل من يبحث أو يخوض فيها، فلم تكن علاقة هذا التيار بتلك الثقافات إلا علاقة الحكم المسبق في معظم الأحيان، ولم يكن نقدها إلا نقدا ظاهريا لا يعتمد البرهان العلمي، ولا الحجة المنطقية، لأن المنطق نفسه من الفلسفة[2].

وقد اعتبر الغزالي هذا التيار سببا لانتشار الأفكار المضللة من الفلسفة وغيرها، وهو يسميهم بالصديق الجاهل [3]، وهؤلاء مثلا أنكروا كون خسوف القمر عبارة عن انمحاق ضوء القمر بتوسط الأرض بينه وبين الشمس، وأنكروا الهندسة والحساب والمنطق والفلك


[1] المنقذ من الضلال، ص111.

[2] وقد ذكر ابن العربي المعاصر للغزالي هذا الصنف بقوله: (وقد جاء الله بطائفة عاصمة تجردت لهم من أعيان الأمة إلا أنهم لم يكلموهم بلغتهم، ولا ردوا عليهم بطريقتهم، وإنما ردوا عليهم وعلى إخوانهم المبتدعة بما ذكره الله في كتابه، وعلمه لنا على لسان رسوله، فلما لم يفهموا تلك الأغراض، ربما استولى على قلوبهم من صد الباطل طفقوا يهزؤون من تلك العبارات، وينسبون قائلا للجهالات)، ابن العربي، العواصم من القواصم ص105 ـ 106.

[3] المنقذ من الضلال ص114.

نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 163
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست