responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 205

التفريع والتفاصيل، بل إنه يرى أن بعض العلوم استنفذت أغراضها، فلذلك لا ضرورة تدعو إلى بذل الجهد فيها، كحفظ أسامي الرجال (فقد كفيت عنه بما تحمله عنك من قبلك)[1].

ونحب أن ننوه هنا إلى دعوة الغزالي الدائمة إلى العلوم الكونية والعملية، فقد كان من أكبر الأخطاء التي أصابت النظام التعليمي في المجتمعات الإسلامية هو ذاك التفريق بين علوم الدين وعلوم الدنيا، وانشغالهم بعلوم الدين، وخاصة الفقه أو الكلام مع ترك الكثير من العلوم الضرورية كالطب ونحوه.

ويعبر الغزالي على ذلك متأسفا على هذا التفريق بقوله: (فكم من بلدة ليس فيها طبيب إلا من أهل الذمة، ولا يجوز قبول شهادتهم فيما يتعلق بالأطباء من أحكام الفقه، ثم لا نرى أحدا يشتغل به، ويتهاترون على علم الفقه، ولا سيما الخلافيات والجدليات، والبلد مشحون من الفقهاء)[2]

ولذلك دعا الغزالي إلى هذه العلوم العملية باعتبارها من الفروض الكفائية المضيعة، لأن هذا الكلام غريب في عصر حرف فيه معنى العلم قال الغزالي: (فلا يتعجب من قولنا: إن الطب والحساب من فروض الكفايات، فإن أصول الصناعات أيضا من فروض الكفايات، كالفلاحة والحياكة والسياسة، بل الصناعات أيضا من فروض الكفايات، كالفلاحة والحياكة والسياسة، بل الحجامة والخياطة، فإنه لو خلا البلد من الحجام تسارع الهلاك إليهم، وحرجوا بتعريض أنفسهم للهلاك)[3]

ولأجل هذا نرى كتب الغزالي مشحونة بالإشارات العلمية بحيث لا يخلو كتاب من كتبه منها، ولعل ما يبرز عقليته العلمية هو تجنبه لكثير من الأخطاء العلمية المنتشرة في


[1] الإحياء 1/40.

[2] المرجع السابق 1/21.

[3] المرجع السابق 1/16.

نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 205
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست