responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 32

كنت رأيته ببغداد يحضر دروسه أربعمائة عمامة من أكابر الناس وأفاضلهم يأخذون عنه العلم، فدنوت منه، فسلمت عليه، وقلت له: (يا إمام، أليس التدريس ببغداد خيرا من هذا؟)، فنظرإلي شزرا وقال: (لما بزغ بدر السعادةفي فلك الإرادة، وجنحت شمس الوصول في مغارب الأصول:

تركت هوى ليلي وسعدي بمنزل

وعدت إلى مصحوب أول منزل

ونادتني الأشواق مهلا فهذه

منازل من تهوى، زويدك فانزل

غزلت لهم غزلا دقيقا فلم أجد

لغزلي نساجا، فكسرت مغزلي [1]

وهي مع جمالها وشاعريتها لايمكن قبولها، فابن العربي لم يلق الغزالي إلا في سنة 490هـ، كما نص على ذلك في (العواصم من القواصم) بقوله: (ولقد فاوضت فيها أبا حامد حين لقائي له بمدينة السلام في جمادى الآخرة سنة تسعين وأربعمائة)[2]، ونص لقائه له يدل على أنه كان أول لقاء، فكيف يكون قد رآه ببغداد قبل عزلته؟

مرحلة الدعوة والإفادة:

بعد إحدى عشر سنة من العزلة قرر الغزالي أن يخرج منها ليتفرغ للعمل الإصلاحي، وهو في تبريره لترك عزلته يكاد يصدر من نفس المنبع الذي دعاه قبل ذلك إليها، وهو (الإيمان)

يقول عن ذلك: (فلما رأيت أصناف الخلق من ضعف إيمانهم إلى هذا الحد بهذه الأسباب، ورأيت نفسي ملبة بكشف هذه الشبهة حتى كان فضح هؤلاء أيسر عندي من شربة ماء لكثرة خوضي في علومهم وطرقهم، انقدح في نفسي أن ذلك متعين في هذا الوقت


[1] ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب في اخبار من ذهب، القاهرة: مكتبة القدسي،1350ه، ج4، ص13.

[2] ابن العربي، العواصم من القواصم، ص30.

نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 32
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست