نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين والطرق الصوفية و تاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 163
التجمعات، ليصل إلى أكبر تجمعين عرفتهما الجزائر في ذلك الحين: تجمع الجمعية، وتجمع الطرق الصوفية.
وعند تصفح صحف الجمعية في ذلك الحين نجد أنه لم يكن لها دور إلا النفخ في نار الفرقة، فصحيفة الشريعة والصراط وغيرها مع قلة أعدادها، ومع كونها كانت فرصة لتعليم الجزائريين وتوجيههم وتوحيد صفوفهم إلا أنا للأسف نجدها صارت مملوءة بصفحات كثيرة جلها سباب وأحقاد.
وكمثال على ذلك التهييج والإثارة بيان نشرته جريدة الشريعة تحت عنوان (براءة القبائليين من شيخ الحلول وتلميذه الحافظي ومن تبعهما)، وهو بيان خطير وقع عليه 135 من تلك البلاد التي كان للطريقة العلاوية فيها وجود واسع، وقد ضم هذا البيان أمثال هذه الأفكار التفكيكية والاستئصالية، والتي عبروا عنها بقولهم: (.. بناء على هذا فنحن الواضعين خطوط أيدينا هنا من عرش ذراع اقبيلة الذي يعد بالنسبة إلى بلاد القبائل أقل تقدما من غيره, قد أدركنا ما عليه الأمة الجزائرية اليوم من تشويش المشوشين ومشاغبة المشاغبين الذين كتب الله عليهم الشقاوة في الدنيا والآخرة, فأشفقنا على أنفسنا وعلى إخواننا المسلمين من سائر أولئك المجرمين, فعملنا لرفع النزاع بكل وسيلة نافعة دون أن تضر, فما زيد في نار القوم إلا اضطراما حتى أيسنا ولم نرج منهم سلاما, ثم إن مثير الفتنة واحد لا ثاني معه إلا من كان له أجيرا وما في معناه)[237]
بل إن هؤلاء الذين حملوا كل هذه الأحقاد على الطرق الصوفية، وعلى الشيخ الحافظي، عندما يتحدثون عن فرنسا في نفس البيان يقولون عنها: (بقي الآن علينا أن نؤدي شهادتنا لحكومة افرانسه الفخيمة العادلة المنصفة وأن هذه الطائفة المخذولة التي تكذب على
[237] الشريعة النبوية المحمدية، السنة الأولى / العدد 6، قسنطينة يوم الاثنين 29 ربيع الثاني 1352، ص8.
نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين والطرق الصوفية و تاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 163