نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين والطرق الصوفية و تاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 171
جميع المثقفين الجزائريين ممن لم تتح لهم الفرصة ليذهبوا للزيتونة والأزهر، مع كون التعليم في الزوايا في ذلك الحين لا يقل عن التعليم في الزيتونة والأزهر.
لكن السر كما ذكرنا سر نفسي، يعود إلى احتقار الجمعية للتعليم الجزائري، واعتبارها أن المتعلم هو ذلك الذي وصفه رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فقال: (إن الله عز وجل يبغض البليغ من الرجال الذي يتخلل بلسانه تخلل الباقرة بلسانها[251][252]
3 ــ اتهامها في نياتها: وأن أعضاءها - بعلمائهم وطلبة علمهم - (اجتمعوا كلهم على النداء من كل صوب كضوال الإبل، وحشروا في غمرة من الذهول أوهمتهم أنهم سيصبحون بفضل سادتهم مشائخ الطرق، وبجاه موالاتهم للحكومة موظفين (مُنَيْشَنِين[253][254]
بعد هذه الاتهامات يسخر الإبراهيمي من هذه الجمعية لكون رئيسها خرج (إلى الأمة يسألها المال والتأييد، فقابلته بما يستحق من طرد ومقت، ولم يمض إلّا قليل حتى حلّ الله ما عقدوا، وتَبَّرَ ما شيدوا، ورأى الناس عبرة العبر في انهيار الباطل وانخذال أهله، وعدوها من عجائب صنع الله لجمعية العلماء المسلمين، وقرأوا قوله تعالى: ( فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ) [الرعد: 17])[255]
[251] التخلل في الكلام : التشدق وتفخيم اللسان فيه. تخلل الباقرة : البقرة أي التشدق في القول ولفه كلف البقرة للكلأ.
[252] أحمد بن حنبل أبو عبدالله الشيباني، مسند الإمام أحمد بن حنبل، تحقيق: شعيب الأرنؤوط، مؤسسة قرطبة – القاهرة، 3/165.
[253] من (النيشان) وهو الوسام، أي مُوَسَّمِين.. حاملى الأَوْسِمة