نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين والطرق الصوفية و تاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 231
كان في إمكانه – إن استعمل أسلوب الحكمة – أن يجر الطرقيين وغير الطرقيين إلى الخط الإصلاحي من غير أن يصطدم معهم، خاصة في قضية خلافية، ابن باديس ينتصر للصوفية فيها.
ولسنا ندري فوق ذلك كيف يذكر حديث النفر الثلاثة الذي يورده الاتجاه السلفي المتشدد عند بيان موقفه من التوسل مع عدم صراحة النص فيه، ويترك الحديث الصريح والصحيح في التوسل والذي سبق ذكره.
إن النتيجة التي نخلص إليها من هذا التصرف، وما نتج عنه أنه كان في أعضاء الجمعية رجال كانوا - مع علمهم وفقههم - تنقصهم الحكمة والمقاصدية التي طالما تغنوا بها، وتصوروا أنها حكر عليهم.
النموذج الثاني:
وهو حول تنقل الشيخ العربي التبسي الى خنشلة، ولا نفتقر في هذا النموذج إلى شاهد قد يغفل عن بعض الأحداث، أو قد يدخل في الأحداث بعض تفسيراته وتحليلاته، بل إنا ننقل الشهادة من صاحب القضية نفسه، وهو الشيخ العربي التبسي.
بدأ الشيخ العربي التبسي شهادته بقوله: (شاء الله أن أهبط بلدة خنشلة في صيف هذا العام، وشاء أن أتخذها محل إقامة خمسا وعشرين ليلة، وقدر لي أن اجتمعت أثناء هذه الليالي بأقوام يمثلون أغلب طبقاتها، واستطلعت آراء عقلائها ومفكريها في حالتنا الدينية وما أصابها من تدهور)[358]
هذا ما ذكره الشيخ العربي التبسي حول هؤلاء العقلاء والمفكرين الذين التقى بهم والذين أشاد بهم كل هده الإشادة، وكان من المتوقع أن يتحدث مع هؤلاء في قضايا تهم الأمة