نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين والطرق الصوفية و تاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 233
لا لأنهم شاقوا معصوما أو حاربوا صحيحا بل لأنهم سفهوا عوائد وطرحوا مألوفا تبين أنه لم يأت من طريق التوفيق)[361]
ثم ذكر كيف التقى برجلين من أهل خنشلة من أتباع الطرق الصوفية، فقال: (وفي بلدة خنشلة لسانان من ألسنة فلول الطرائق وخزائن الأخبار المحرفة والأقاويل المضطربة- وقد حدثت عن هذين الأخوين في النسب والجهل بما يأتيان به من تنفير الناس من دعوة المصلحين والتقول عليهم بما يذكر بالقصص الإسرائيلي، فحاولت أن أجتمع بهما اجتماعا يمكنني من مفاوضتهما) [362]
وهكذا تيسر الأمر للشيخ العربي التبسي أن يلتقي بهذين الطرقيين، وهي مناسبة عظيمة لرأب الصدع، وتوحيد الصف، لكن الشيخ العربي – للأسف – كشأن التيار السلفي عموما لا يحلو له الحديث إلا في المختلف فيه، فقد ذكر الموضوع الذي تحدث معهما فيه، فقال: (فجمع الله بيننا أمام قهوة عربية، فجاذبتهما الحديث في شؤون، منها إعطاء العهود الموجودة بيننا من رؤساء الطرائق ،وتحديد الأذكار للأمة على هذا الوجه بدعة لا يعرفها السلف، ولا يقبلها الشرع، فزعما أن هذه العهود وما لف لفها قد نقلت عن الحسن البصري) [363]
وصدقا في ذلك، فهناك روايات تدل على هذا يتناقلها الصوفية، وهي صحيحة عندهم[364]،
[364] من النصوص التي يستدل بها الصوفية على هذا ما رواه يعلى بن شدّاد قال: حدّثني أبي شدّاد بن أوس ؛ وعبادة بن الصامت حاضر يصدّقه قال: كنّا عند رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم فقال:((هَلْ فِيكُمْ غَرِيبٌ؟ يعني من أهل الكتاب. فقلنا: لا يا رسول، فأمر بغلق الباب. فقال: إرْفَعُوا أَيْدِيَكُمْ وَقُولُوا: لا إِلَهَ إِلا اللهُ، فرفعنا أيدينا ساعة وقلنا: لا إله إلا الله، ثم وضَعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يدَه ثم قال: الحَمْدُ للهِ، الَّلهُمَّ بَعَثْتَنِي بِهَذِهِ الكَلِمَةِ، وَأَمَرْتَنِي بِهَا، وَوَعَدْتَنِي عَلَيهَا الجَنَّةَ، وَإِنَّكَ لَا تُخْلِفُ المِيعَادَ. ثم قال: أَبْشِرُوا فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ قَدْ غَفَرَ لَكُمْ) الحديث أخرجه أحمد والطبراني والبزّار. (مسند أحمد بن حنبل (4/ 124)، مسند البزار 18 (7/ 156)، وقد استدل بهذا الصوفية على أنّ في هذا الحديث دليلا لما يفعله الشيوخ من تلقينهم للذكر لجماعة معا.
ويستدلون للتلقين الإفرادي بما روي عن عليّ كرَّم الله وجهه أنه سأل النبيّ صلى الله عليه وسلم بقوله: يا رسول الله دلّني على أقرب الطرق إلى الله، وأسهلها على عباده، وأفضلها عنده تعالى، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: عليك بمداومة ذكر الله تعالى سرّاً وجهراً، فقال سيّدنا علي: كلُّ الناس ذاكرون. فخصَّني بشيء؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفضل ما قلته أنا والنبيّون من قبلي: لا إله إلا الله، ولو أنّ السموات والأرضين في كفّة. ولا إله إلا الله في كفة. لرجحت بهم، ولا تقوم القيامة وعلى وجه الأرض من يقول: لا إله إلا الله، ثم قال سيّدنا علي: فكيف أذكر؟ قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: غَمِّضْ عينيكَ. واسمع منّي لا إله إلا الله ثلاث مرّات، ثم قلها ثلاثاً وأنا أسمع، ثم فعل ذلك برفع الصوت. (أخرجه الإمام أحمد، وقال الهيثمي في &qعلیهالسلامot;مجمع الزوائد&qعلیهالسلامot; رجاله موثوقون ج1/ص42])
نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين والطرق الصوفية و تاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 233