نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين والطرق الصوفية و تاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 238
2 ــ تنقلات مناسباتية:
كما حاولنا من خلال النماذج السابقة أن نتعرف على أنواع المواضيع التي كان يتطرق لها أعضاء الجمعية، وصلتها بالطرق الصوفية، فسنذكر هنا التنقلات المرتبطة بالمناسبات الدينية.
وقد كان اهتمام الجمعية بهذه المناسبات وخصوصا مناسبة المولد النبوي الشريف مثار سخط لدى التيار السلفي الحديث، والذي يرى أن إحياء هذه المناسبات بدعة ضلالة.
ولذلك فقد تعامل مع علماء الجمعية بنفس المعاملة التي تعاملوا بها مع الطرق الصوفية، فاتهموهم بالبدعة لأجل هذا.
ولكن السؤال ليس هو عن الإحياء، فقد كان معروفا متعودا عليه من طرف المجتمع الجزائري، وإنما عن كيفية الإحياء وصيغتها الجديدة التي جاءت بها الجمعية، ونحب قبل أن نعرض المنهج الإحيائي الجديد الذي جاءت به الجمعية أن نذكر الطريقة البدعية التي كان يحيي بها أهل عنابة المولد، وقد نشرت الشريعة رسالة تذكر كيف كان أهل عنابة يحيون مناسبة المولد، ونصها: (قد اعتاد الناس في هذا الشهر أن يحتفلوا بذكرى المولد النبوي الشريف تذكارا وموعظة وإحياء لشيء من سند سيدنا محمد a ومعالمه ومآثره وإظهارا لأخلاقه الكريمة لقصد بعث الناس وحملهم على التأسي والاقتداء بسيرته الفاضلة الحميدة الجميلة.. غير أننا نلاحظ على أكثر هاته الاحتفالات بأنها تقتصر على سرد قصائد في مدحه عليه وآله الصلاة والسلام وسرد قصة مولده وذكر أناشيد بنغمات وأصوات شجية كل بلد على قدر ذوقه ومبلغه في صناعة الألحان والنغمات)[373]
ولسنا ندري ما العيب في هذا، وهل الناس في الاحتفالات يحتاجون إلى الترويح المفرح