نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين والطرق الصوفية و تاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 294
المبحث الأول: أساليب تعامل الجمعية مع الطرق الصوفية
من خلال استقراء الأساليب التي استعملتها الجمعية في مواجهة الطرق الصوفية يمكننا تقسيمها إلى ثلاثة أنواع:
النوع الأول: المواجهة العلمية، ونعني بها الخطاب العلمي، الذي يتضمن أدلة وأحكاما مباشرة، وصريحة، وتستعمل فيه اللغة العملية المجردة والدقيقة.
النوع الثاني: المواجهة الأدبية، ونعني بها الخطاب الأدبي، بمختلف أنواعه وأغراضه وأساليبه، وقد فرقنا بينه وبين الخطاب الأول، باعتبار ما يحمله هذا الخطاب من مبالغات قد لا تكون مقصودة، وبالتالي لا يمكن بناء الأحكام عليها، بالإضافة إلى أن أصحاب الخطاب في هذا القسم لا يشترط أن يكونوا من العلماء، فقد وظفت الجمعية الكثير من الطاقات الفنية والأدبية لخدمة أهدافها.
النوع الثالث: المواجهة العاطفية، ونعني بها استغلال الجمعية لمناسبات أو أحداث معينة، واستثمارها في التحذير من الطرق الصوفية.
وقد خصصنا كل نوع من هذه الأنواع بمطلب خاص.
المطلب الأول: المواجهة العلمية
ربما كان حظ المواجهة العلمية – من خلال ما وصل إلينا من تراث الجمعية من صحفها ورسائلها - كما عرفنا ذلك في الفصل السابق – هو أهون أنواع المواجهات وأقلها، فمع تلك الحملة الشديدة لم نر إلا بعض رسائل قصيرة محدودة المحتوى، وفي لغة لا نستطيع أن نصنفها ضمن اللغات العلمية المنهجية البحتة.
وربما يكون عذر الجمعية في هذا هو ما ذكرناه من قبل من طغيان المتشددين عليها، ورفضهم لأي حوار مع الآخر، بل رفضهم، ولو لذكر أدلة الطرف الآخر، ثم مناقشتها.
نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين والطرق الصوفية و تاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 294