نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين والطرق الصوفية و تاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 302
ويرد الشيخ ابن عليوة على هذا المنهج الإقصائي الذي تمارسه الجمعية مع الطرق الصوفية بالمنهج الذي تمارسه أو تعتقده الطرق الصوفية، فقال – تعقيبا على الكلام السابق-: (وأنا أقول : إنّ الله سبحانه وتعالى عند ظنّ كلّ مؤمن بالله ورسوله واليوم الآخر مهما اجتهد لنفسه بما يقرّبه إلى الله، فإن أصاب فله أجران، وإن لم يصب فله أجر، فهو مأجور على كلّ حال أحببت أم كرهت، لأنّ الخلق ما كلّفوا إصابة الصواب، إنّما كلّفوا الظنّ بأنّه صواب، وجميع ذلك ممّا يقتضيه تسامح الشرع الأحمدي المشار إليه بقوله تعالى: (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) [الحج: 78]
وبعد أن ذكر بعض النصوص الدالة على سعة رحمة الله للجميع، علق عليها بقوله: (فلما لم تصادف هذه الأخبار التي تفيد الوسع وتقضي على الأمّة بالنجاة ؟، ولكنّك تنظر بالعين العوراء، فلهذا أراك إلى الآن لم تترك نصّا يقضي على الذاكرين بالدمار والخروج من سعة رحمة الله التي وسعت كلّ شيء إلاّ وألصقته بجانبهم)[482]
قد يرى البعض بأن استدلالنا بالشيخ ابن عليوة لإثبات هذه الخاصية مناف للمنهج العلمي، وهذا صحيح، ولكنا أردنا أن نذكر فقط بعض شكوى الطرق الصوفية من ذلك التعامل الاستعلائي الذي تمارسه الجمعية معهم، فلا تأذن لهم حتى بالحديث.
وأساس هذا التعامل هو تلك الصورة التي تحملها الجمعية عن نفسها، وهي أنها تمثل الكتاب والسنة، ولا ينبغي لأحد من الناس أن يواجه الكتاب والسنة، أو يقف أمام الكتاب والسنة.
والثاني – وهو أخطر- وهو اعتقادها أنها جماعة المسلمين في الجزائر، أو بتعبير آخر، هي من يمثل الإسلام في الجزائر، وهذا للأسف ما ورثته عنها الحركات الإسلامية بعد
[482] ابن عليوة، أعذب المناهل في الأجوبة والمسائل، نقلا عن: صفحات مطوية في التصوف الإسلامي، ص205.
نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين والطرق الصوفية و تاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 302