نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين والطرق الصوفية و تاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 369
لقراءة الغيب ونحوه[607]، وهؤلاء لا علاقة لهم بالتصوف، ولا بالطرق الصوفية، بل إن الطرق الصوفية تتبرأ منهم، ولكن الجمعية للأسف تجمعهم في سلة واحدة، لتطبق أخطاء هؤلاء على هؤلاء وتمحوهم جميعا.
ثم ذكر العلة التي دفعت هذا الشيخ إلى الاعتداء عليه، فقال: (ورأى أن الناس أصبحوا يلهجون بذكر جمعية العلماء المسلمين ويتعلقون بها, ويذكرون رئيسها الأستاذ ابن باديس كما يذكرون أكبر إمام من أئمة هذا الدين, فوقع في نفسه أنه من هنا جاءه البلاء (!) وأنه من هنا انقطعت عنه الصدقات والنذور التي كانت تجبى إليه. فجعل دأبه أن يسب جمعية العلماء وأن يختص بالسب والقذف رئيسها الأستاذ عبد الحميد بن باديس وهذا الضعيف العاجز (الزاهري) الذي يمثل الجمعية في وهران وكان سبق لهذا التيس أن أغرى جروا له (ابنه) فشتمني في الطريق العام لولا أن الشاب المفضال المهذب السيد بلقاسم بن الشراب عطف عليه وكان من رفقائي فأدبه وجازاه بما يستحق.. وثار الرأي العام الإسلامي في وهران يومئذ على هذا الجرو وعلى والده الذي أغراه)[608]
وإلى هنا فإن المنصف لا يرى في كل هذا شيئا، بل إننا لو حللنا ما حصل لوجدنا أن الجاني فيها هو الزاهري وأصحابه، ذلك أن هذا الولد الذي يسميه جروا ما فعل غير ما يسميه (شتيمة)، ونحن لا ندري ما قال له بالضبط في هذه الشتيمة، ولعلنا إن طبقنا ما يذكر من شتائم الطرق الصوفية، فإنها لا تعدو رميه بالوهابية، وكان يمكن للشيخ – باعتباره مصلحا
[607] ويدل لهذا ما كتبه العقبي في إدانة الحادثة، فقد جاء في مقاله: (إذن ما ذا يفعل (سيدي المرابط) أو الدجال المحتال الذي وقف له المصلحون في الطريق التي كان يجمع الناس لها ويحشرهم من كل ناحية إليها, وما هي إلا طريق ابتزازه الأموال من هذه الأمة واعتصاره آخر قطرة من دم بقيت في جسمها وقد قطعوا رزقه كما قيل وحالوا بينه وبين ما يشتهيه في هذه الأمة ومنها؟)