نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين والطرق الصوفية و تاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 375
أن يجيب بصراحة ويقول: (إني قبلت تعيين الزمان والمكان)، وهكذا انهزم سكيرج، ولكن أصحابه عمدوا إلى التمويه والمغالطة والكذب فأعرض العقبي عنهم، وقطع الكلام معهم لأنهم كما قال: (هم قوم بُهتٌ)[619]
وقد كانت هذه الحادثة من الحوادث التي استثمرت في إثارة عواطف المجتمع ضد الطرق الصوفية، فقد كتب ابن باديس تحت عنوان (سيهزم الجمع ويولون الدبر) يقول: مخاطبا الشيخ العقبي: (حياك الله وأيدك ـ يا سيف السنة وعلم الموحدين ـ وجزاك الله أحسن جزاء عن نفسك وعن دينك وعن إخوانك السلفيين المصلحين، ها نحن كلنا معك في موقفك صفا واحدا ندعوا دعوتك ونباهل مباهلتك ونؤازرك لله وبالله.. فليقدم إلينا الحلوليون وشيخهم ومن لف لفهم وكثر سوادهم في اليوم الموعود والمكان المعين لهم، وليبادروا بإعلان ذلك في جريدتهم، إن كانوا صادقين،فإن لم يفعلوا ـ وأحسب أنهم لن يفعلوا ـ فقد حقت عليهم كلمة العذاب وكانوا من الظالمين والحمد لله رب العالمين) [620]
المبحث الثاني: أساليب تعامل الطرق الصوفية مع الجمعية
لقد حاولنا - قبل إنجاز هذا المبحث - أن ننظر في مصادر الطرق الصوفية عن رد فعل الطرق الصوفية عن أنواع المواجهات التي سبق ذكرها حتى تكون المقارنة تامة بين الطرفين، لكنا للأسف لم نجد إلا نوعا واحدا فقط يصلح للحديث عنه عند الطرق الصوفية، وهو ما أطلقنا عليه المواجهة العلمية.
ذلك أن المواجهتين الأخريين: الأدبية والعاطفية تقتضيان وجود أدباء وخطباء وذوي قدرات بيانية، ولم نجد هذا عند الطرق الصوفية، وفي حال وجوده، فإن الأدب الصوفي