نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين والطرق الصوفية و تاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 52
في منح الشعب الجزائري أبسط الحقوق، ذهب أعضاء النخبة الجزائرية في اتجاه المطالبة بالمساواة في بعض الحقوق (كالتمثيل والانتخاب)
وفي مقابل هؤلاء تحفظ أعضاء حزب النجم على سياسة الجبهة الشعبية، وأبدوا مخاوفهم من نتائجها على مستقبل الجزائر[49].
بين هذه المواقف رأت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين أن تقف موقفا وسطا، فلم تجار السلطة في مزاعمها، وفي نفس الوقت لم ترفض التعامل معها، وبناء على هذا دعت إلى انعقاد هذا المؤتمر[50]، لجمع كلمة الأمة وتوحيد صفوفها حول المسألة الوطنية، والتصدي لما يخطط له المحتلون، ويقوم به بعض الجزائريين تنفيذا لمخططات السلطة من ترويج لسياسة التغريب، ونشر أفكار الاندماج، والتساهل في شأن الذاتية[51].
بعد هذا عقد المؤتمر الإسلامي بباريس، واجتمع هناك العلماء (الإبراهيمي، ابن باديس، والطيب العقبي) برجال دولة فرنسا، وبالصحافة الفرنسية، وبرجال نجم شمال إفريقيا، وكانت هذه فرصة للعلماء لإطلاع الساسة الفرنسيين على ما يجري بالجزائر.
وكان غالبية من حضر المؤتمر من دعاة الاندماج وأنصار مشروع (بلوم فيوليت)، ولذلك رأى المناصرون لحضور الجمعية لهذا المؤتمر أنه كان له أثر فعال في تعطيل الاندماج وإبراز الذاتية الإسلامية العربية الجزائرية، حيث جاء في مطالب المؤتمر ما يلي[52]:
[50] وقد ذكر أحمد ابن ذياب وحمزة بوكوشة أن صاحب الفكرة في الأصل هو الأمين العمودي الذي أشار ﺑﻬا على ابن باديس، وطلب منه أن تكون الدعوة صادرة باسمه انظر: أحمد ابن ذياب (جوانب نضالية من حياة الشهيد محمد الأمين العمودي)، مجلة الثقافة، السنة الخامسة عشر، عدد 86، مارس أفريل 1985، ص235، وانظر: حمزة بوكوشة : مجلة الثقافة، عدد 06، جانفي 1972، ص 59.