نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين والطرق الصوفية و تاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 54
لتكوين رجال يكونون من أصدق الممثلين لها.
وقد ذكر حمزة بوكوشة أنه عند مقابلة ابن باديس لوزير الحربية الفرنسي آنذاك، وتصريحه له بأنه لا يمكنه أن يوافق على إعطاء المسلمين الجزائريين النيابة في البرلمان مع محافظتهم على الشريعة الإسلامية في الحقوق الشخصية، وقال لهم: (إن فرنسا معها مدافع)، فقال له عبد الحميد: (والجزائر معها الله)[54]
وكتب عبد الحميد حينها مقالاً في الشهاب وصف فيه تلك المقابلات ختمه بذكر أهم نتيجتين تمخض عنها، وهي:
1 – أن الوفد أدى مطالب مؤتمر الأمة الجزائرية المسلمة بصدق وأمانة وشرف.
2 – أن فرنسا بحكومتها وأحزابها وصحافتها عرفت أن وراء البحر أمة جزائرية إسلامية تطالب فرنسا بحقوقها وتحافط تمام المحافظة على شخصيتها ومقومات شخصيتها[55].
رغم عدم نجاح المؤتمر في تحقيق مطالبه إلا أنّ الجمعية ظلت حريصة عليه، وقد كان من أوائل ما أصيبت به الجمعية من الخيبة بعد الخيبة التي رجعت بها من المؤتمر هو ذلك الموقف الذي وقفه (ابن جلول) بسبب حادثة مقتل مفتي الجزائر (محمود بن دالي)[56]،
[54] مع ذكر ابن باديس للقائه مع وزير الحربية إلا أنه لم يذكر هذا (انظر: آثار ابن باديس: 3/340)، وانظر: حمزة بوكوشة : مجلة الثقافة، عدد 06، جانفي 1972، ص 61.
[56] وقد أثرت هذه الحادثة كثيرا في مسيرة الجمعية، ولعلها من الآثار السلبية لدخول المؤتمر، وقصتها هي أن رجلا معروفا بالإجرام يقال له عكاشة، نفذ جريمته يوم 2أوت 1936م بقتل المفتي في الوقت الذي كان فيه العقبي وسائر ممثلي المؤتمر مجتمعين بالملعب البلدي[20أوت حاليا] يشرحون للأمة المطالب التي تقدموا بها إلى الحكومة الفرنسية، فلما ألقي عليه القبض ادعى الجاني أنه تسلم من العقبي خنجرا من صنع بوسعادة ومبلغ 30000فرنكا، فاعتقل العقبي ورفيق له وزج بهما في السجن، وأغلق نادي الترقي، وضيق على أعضاء الجمعية في العاصمة، واحتشدت الجماهير وتجمعت تلقائيا احتجاجا على اعتقال الشيخ وصاحبه فكادت تحدث فتنة عمياء لولا أن توجه إليهم ابن باديس والإبراهيمي بأن يقابلوا الصدمة بالصبر والتزام الهدوء والسكينة، فقضى الشيخ في السجن سبعة أيام، ثم تراجع عكاشة عن تصريحاته بعد ذلك وأنكر أن تكون له علاقة بالعقبي وصاحبه، فأفرج عنهما بصفة مؤقتة، ووضعا تحت المراقبة مع إمكانية التوقيف عند الضرورة، ثم لم يُفصل في القضية إلا بعد ثلاث سنوات، حيث حكم ببراءة العقبي وصاحبه بتاريخ 28 جوان 1939، ويرى البعض أن الحادثة قد أثرت كثيرا على العقبي ومواقفه، ولعلها من أسباب استقالته بعد ذلك من الجمعية، لكن الإبراهيمي يذهب إلى عكس ذلك، فيقول في (الآثار (1/279): (ومن آثار هذه الحادثة على الأستاذ العقبي أنها طارت باسمه كل مطار ووسعت له دائرة الشهرة حتى فيما وراء البحار، وكان يوم اعتقاله يوما اجتمعت فيه القلوب على الألم والامتعاض، وكان يوم خروجه يوما اجتمعت فيه النفوس على الابتهاج والسرور) (انظر: الحادثة بتفصيل في: أحمد حماني، صراع بين السنة والبدعة، ج2، ص177)
نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين والطرق الصوفية و تاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 54