نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين والطرق الصوفية و تاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 59
يسميه مالك بن نبي بالزردات[67] السياسية التي لا تقل خطرا عن الزردات الصوفية.
ثالثا ــ رفض برقية التأييد لفرنسا:
وقصتها كما يذكرها حمزة بوكوشة[68] هي أنه سنة 1937 ظن الناسُ أن الحرب بين فرنسا وألمانيا على الأبواب، فبعثت جمعية الميعاد الخيري (هيئة متكونة من الأغوات والقياد)، وبعثت جماعة اتحاد الزوايا وغيرها من الهيئات برقية ولاء وتأييد للحكومة الفرنسية، وشذت جمعية العلماء عن ذلك، فكبر ذاك على الفرنسيين.
فطلبوا من الشيخ الطيب العقبي أن ترسل جمعية العلماء برقية ولاء ليُظهر المسلمون الجزائريون مظهر اتحاد ووفاق في موالاة فرنسا، فعرض القضية على الشيخ عبد الحميد بن باديس، فقال: (سينعقد الاجتماع العام للجمعية في هذه الأيام، وطبعاً يتقدم ذلك اجتماع المجلس الإدراي، وسأضع هذا الاقتراح في اجتماعه ليقول الأعضاء الإداريون كلمتهم)
وفي الاجتماع الإداري في 23 سبتمبر 1938 طرح عبد الحميد القضية بهدوء، وطلب من الأعضاء إبداء آرائهم، فكانت غالبية الآراء ضد كتابة البرقية، واستصوب العقبي إرسالها، وقال في تبريره لذلك: (الحرب على الأبواب، وإرسال البرقية يخفف من حدة الفرنسيين، فتسلم مدارسنا ونوادينا ومشاريعنا الخيرية، ونبقى على اتصال بأمتنا ولو في زمن الحرب)، وأخذ يدافع عن نظريته، فعارضه كثير من الأعضاء، وعبد الحميد معتصم بالسكوت.
ولما طالت المناقشة طلب عبد الحميد من الأعضاء التصويت برفع الأيدي، فكانت النتيجة أربعة أصوات منهم العقبي يقولون بإرسالها، واثني عشر يقولون بعدم إرسالها، واحتفظ عبد الحميد بصوته، ولما انتهت المناقشة حمد الله وأثنى عليه، وكان مما قاله: (لو
[67] يسمى هكذا النذر الذي يقام كل سنة قبل قيام الحركة الإصلاحية في المدن الجزائرية، انظر حديث مالك بن نبي عن هذا في (مذكرات شاهد القرن)، ص 386.
[68] انظر: حمزة بوكوشة : مجلة الثقافة، عدد 06، جانفي 1972، ص 60، وما بعدها.
نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين والطرق الصوفية و تاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 59