نام کتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 171
بالمرشد، يستشيره ويذاكره، ويعرض عليه ما يجده في الذكر من
فوائد روحية، وأحوال قلبية، وحظوظ نفسية، وبذلك يترقى في السير، ويتدرج في السمو
الخُلقي والمعارف الإلهية)[1]، أما السؤال عن كون بعض
هذه الأذكار أو أعدادها لا يوجد لها أصل في الشريعة، فإن هذا يعود للمدرسة الفقهية
التي تنتمي إليها الطرق الصوفية، والتي سنتحدث عنها بتفصيل في الباب الثاني من هذه
الرسالة عند عرض مناقشات الجمعية مع الطرق الصوفية.
ثانيا ــ علاقة الطرق الصوفية
بالتصوف
بناء على ما ذكرنا في الفصل الثالث من تفريق
المعتدلين من جمعية العلماء بين التصوف والطرق الصوفية، فقد جعل هذا الطرق الصوفية
- وخصوصا الطريقة العلاوية - تحاول أن تبرهن على صلتها بالتصوف، وأنه لا فرق بينها
وبين من يجله المعتدلون من علماء الجمعية من مشايخ الصوفية.
وحتى نتعرف على الأمر من جميع زواياه نحاول أن لا
نقصر الأمر على الخلاف بين الجمعية والطرق الصوفية، بل نعممه إلى الخلاف الفكري في
هذه المسألة بين المفكرين المسلمين.
وقد رأينا من خلال استقراء الاتجاهات الفكرية في هذه
المسألة أن هناك رأيان متعارضان أحدهما يعارض هذه العلاقة، والآخر يؤيدها.
1 ــ الاتجاه المعارض للعلاقة بين
التصوف والطرق الصوفية
وهو الذي يعتبر الطرق الصوفية ثمرة خبيثة من ثمار
التصوف، أو تطبيقا خاطئا له، أو مرحلة سوداء من مراحله، وهو موقف المعتدلين من
جمعية العلماء، وخصوصا مع بعض الطرق الصوفية كالعلاوية والتيجانية.
[1] الشيخ عبد القادري عيسى،
حقائق عن التصوف، منشورات دار العرفان حلب، سوريا 2005، ص92.
نام کتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 171