الذكر الأكبر: يعنى به
ما وقعت الإشارة إليه، بقوله تعالى: {وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ }
[العنكبوت: 45]، والمراد به كمال المعرفة والطاعة.
الذكر الأرفع : وهو
الذكر الأكبر لأنه أرفع الأذكار، ويسمى الذكر المرفوع أيضا، وإليه الإشارة بقوله:
{وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} [الشرح:
4]، فإنه تعالى رفعه بذكره وطاعته له، إلى مرتبة في الذكر لا يعلوها غيره من
الخلائق.
دوره في السلوك:
يتفق الصوفية على أن
الذكر والإكثار منه هو أقرب الطرق إلى الله، بل يرون أنه لا يمكن أن يتحقق للسالك
سلوك من دونه، بل إنهم لا يكتفون بتلك الأوراد التي يلزمون بها أنفاسهم، أو يلزمون
بها مريديهم، وإنما يحثونهم على أن يذكروا الله بعد الأنفاس، وأن لا تطرق قلوبهم
غفلة في لحظة من اللحظات، وهم يرددون في هذا قول شاعرهم[1]:
والذكر أعظم باب أنت داخله
لله فاجعل له الأنفاس حراساً
وهم يستدلون لهذا بما
ورد في النصوص الكثيرة من الحث عليه، بل الحث على المبالغة فيه، وقد ألف الشيخ عدة
بن تونس شيخ
الطريقة العلاوية رسالة في الذكر ضمنها الكثير من النصوص الدالة على فضله، وعلى
عدم تحديده بأي قيد من القيود التي يقيده بها الاتجاه السلفي، وسماها (وقاية
الذاكرين من غواية الغافلين)، وهي من خلال عنوانها تدل على انتشار تلك الأطروحات
التي بثتها الجمعية من تبديع الطرق، وتبديع ما يأتون به من أذكار حتى لو وردت بها
النصوص، لأنهم وقتوا الأذكار أو جهروا بها أو اجتمعوا عليها، كما تنص على ذلك
الرسالة التي ألفها الشيخ العربي التبسي (بدعة
الطرائق في الإسلام)، والتي
سيأتي