نام کتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 247
موقف
المعترف لما كنا نجد الساعة في بلادنا أثرا للعربية ولا لعلوم الدين)[1]
ونفس الأمر يشهد به
البشير الإبراهيمي، ولكنه كما ذكرنا لشدته
في هذا الباب كان ينظر إليه نظرة مخالفة مع إقراره بأن هناك زوايا كثيرة، وأن هناك
تعليما فيها، وهذا الذي يهمنا في هذا المحل، فقد قال: (.. والكثرة الغالبة في
علماء الجزائر قبل اليوم تعلمت بالزوايا أو علمت العلم في الزوايا، فمن الزوايا
المبدأ وإليها المصير. وزوايا الطرق في باب العلم كمدارس الحكومات هذه معامل
لتخريج الموظفين، وتلك معامل لتخريج المسبحين بحمد الزوايا والمقدسين. أما العلم
وحقيقته وصراحته وحريته فلا رائحة لها في هذه ولا في تلك)[2]
وما يقوله الإبراهيمي في هذا عجيب، لأن
للزوايا الصوفية منة في عنق الكثير من رجال الجمعية بمن فيهم هو نفسه، فعلى الرغم
من انتمائه إلى أسرة علمية، إلا أنه لم يستغن عن الانتماء للزوايا، فقد ذكر في
ترجمته أنه تلقى تعليمه الأول على يد أبيه، ثم في زاوية (ابن علي الشريف) في (شلاطة) بجبال
القبائل[3]، وهي – كما هو معلوم- من زوايا
الطريقة الرحمانية التعليمية.
ومثله الشيخ العربي
التبسي، فقد ذكر الدكتور أحمد
عيساوي في كتابه (جهود الشيخ
العربي التبسي الإصلاحية) أن أهم
المدارس التي انطلق منها الشيخ العربي التبسي هي الزوايا التي تنتمي
إلى الطريقة الرحمانية، فقد بدأ حياته العلمية
بعد الكتاب في زاوية أولاد رشاش بالزوي، ومكث فيها سنتين وبضعة شهور، وحفظ فيها
القرآن الكريم، ثم انتقل إلى