نام کتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 27
وعند ذكره لأسباب تفرق المسلمين ذكر البعد
عن المنهج السلفي، فقال: (إن كثرة التفريق والاختلاف في التعاليم الدينية مزق
الأمة كل ممزق، وهذا مما أدركه كل مسلم جاهلا كان أو عالما، فلزم إذن عدم التفريق
وذلك إنما يكون بتوحيد التعاليم قدما وحديثا وهذا أمر صعب ولكن على غير العاملين
بحديث النجاة وهو قوله a : (إلا واحدة وهي ما أنا عليه وأصحابي)[1] فعلام نغفل هذا أو نتعامى ونعمل بمائة مذهب وبألف ملة وطريقة)[2]
وقد سبق ذكر بعض الشهادات من الشيخ مبارك الميلي والطيب العقبي تشيد بتوجهه السلفي.
العربي التبسي:
وقد صرح بتوجهه السلفي
في مواضع كثيرة من مقالاته ورسائله وغيرها، ومن ذلك قوله في رسالته (بدعة الطرائق
في الإسلام): ( وبعون الله سأجعل
كلّ حجّة من حجج الطرائق التي اشتهرت بها، وذاعت بيننا منفردة ببحث وأقيسها بعصر
السلف. فإن وُجد لها أصلٌ بينهم (أي السلف الصالح) قبلناها وعملنا بها، وعززناها.
وما لم نجد له أصلا في أيامهم، وعرف بينهم اعتقدنا أنّه بدعة محدثة)[3]
وقال: (ونحن نعرض عملهم
هذا ونقيسه بالهدي النبوي وعمل السلف، فذلك الدّين، وما لم يعرف في تلك الأيّام
بعموم أو خصوص فليس من الدّين، فإنكاره قربة، والاعتراف به بدعة) [4]
وقال في موضع آخر: (إن
هذا الإرشاد الذي يجب القيام به تبليغا للدين نيابة عنه صلى
[1] الترمذي، السنن، تحقيق: بشار عواد معروف، دار الغرب
الإسلامي – بيروت، 1998 م، 4/323.