نام کتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 320
عذرناها في ذلك، ولكنها تتبع نفس الأسلوب الذي تتبعه الطرق الصوفية،
بل إنها تكاد تستجدي الناس استجداء، حتى صارت تلقب كما عرفنا سابقا (جمعية العشور)
ونحن لا
نلومها في هذا لأن المهام الخطيرة التي نذرت نفسها لها تستدعي ذلك، ولكن نلومها
للمكاييل المزودجة.، أو كما قالت العرب: (رمتني بدائها وانسلت)، أو كما ورد في
الحديث (يبصر القذى في عين أخيه وينسى الجذع في عينه)[1]
وحتى لا
يكون حديثنا مجرد دعوى، فإنا سيؤيده بهذا الاقتباس من محاضرة طويلة ألقاها
الإبراهيمي بنادي
الترفي بالعاصمة عام 1929 م[2] في الفترة
التي كان يحضر فيها لتأسيس الجمعية، وقد كان كل جهد الإبراهيمي في هذه
المحاضرة بيان الحاجة للمال لتأسيس الجمعية، فقد قال بعد أن بين الأهداف الكبرى
التي تريد الجمعية تحقيقها: (ودوننا في
الوصول إلى القدر الصالح منه عقبات أكبرها فقدان المال، فلو اجتمعنا وتظاهرنا
وملأنا الدنيا
[1] قال عنه
العجلوني، إسماعيل بن محمد الجراحي في (كشف الخفاء ومزيل الالباس عما اشتهر
من الاحاديث على ألسنة الناس، دار إحياء التراث العربي، (2/ 388): (رواه أحمد عن
أبي هريرة، وابن أبي الدنيا في المداراة عن بكر بن عبد الله المزني قال إذا
رأيتم الرجل موكلا بذنوب الناس ناسيا لذنبه فاعلموا أنه قد مكر به، وروى الديلمي
عن أنس طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس)