نام کتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 370
بالسيد جمال الدين الأفغاني رحمه الله،
وهي التي أحدثت تلك الرغبة بينهما في أول الصحبة)[1]
وينقل
للدلالة على هذا، ما ذكره الشيخ رشيد رضا من قوله:
(وأما ملاقاته - يعني الشيخ محمد عبده لجمال
الدين الأفغاني – فهي أن أحد
المجاورين برواق الشام، قال له: جاء من مصر عالم أفغاني عظيم، وهو يقيم في خان
الخليلي، فسر به وأخبر الشيخ حسناً ودعاه إلى زيارته معه، فألفياه يتعشى، فدعاهما
إلى الأكل معه، فاعتذروا، فطفق يسألهما عن بعض آيات القرآن، وما قاله المفسرون
والصوفية فيها ثم يفسرها لهم، فكان هذا مما زاد فقيدنا به عجباً وشغفه حباً، لأن
التصوف والتفسر هما قرة عينه أو كمال مفتاح سعادته)[2]
وبناء على
هذا كله ذكر الشيخ ابن عليوة أن البناء
الإصلاحي التنويري مختلف تماما عما تمارسه الجمعية، وأنها لذلك وهابية أكثر منها
عبدوية، فيقول: (إن هاته التعاليم التي أخذت مأخذها من نفس الشيخ محمد عبده والسيد
جمال الدين الأفغاني، والتي هي
نفس التعاليم التي ثبتت جذور أصولها في صميم علماء السنة خلفاً عن سلف حسبما تقدم
لكم نقله هي التي تبقى راسخة في قلوب الأشحة على دينهم ما دام للدين جناب يحترم
بين أبناء المسلمين، وهي التي نرى خاصة الكتاب المعتدلين محتفظين بها إلى الآن وما
كان احتفاظهم بها إلا احتفاظاً بجوهر الدين من أن يلحقه ما يهذب بصبغة
[1] ابن عليوة، الناصر المعروف بالذب عن مجد التصوف، ص72.