نام کتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 50
اشتراكهم
فيما يعبد الله به، من الذبح والنذر والتوكل والسجود وغير ذلك مما هو حق لله الذي
لا يشركه فيه ملك مقرب ولا نبي مرسل، وهو الذي دعت إليه الرسل من أوَّلهم إلى
آخرهم، وهو الذي عليه أهل السنَّة والجماعة)[1]
وكتب الشيخ عبد اللطيف
بن عبد الرحمن في بيان دعوة جده الشيخ
عبد الوهاب يقول: (إن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله إنما دعا
الناس إلى أن يعبدوا الله لا شريك له، ولا يشركوا به شيئاً وهذا لا يرتاب فيه مسلم
إنه دين الله الذي أرسل به رسله، وأنزل به كتبه)[2]
ويبين الشيخ محمد بن عبد
اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن في رسالته التي
بعثها إلى أهل الحجاز وعسير واليمن معتقدهم وما يدعون إليه فيقول: (اعلموا أن الذي
نعتقده وندين الله به، وندعو الناس إليه ونجاهدهم عليه هو دين الإسلام الذي أوجبه
الله على عباده وهو حقّه عليهم الذي خلقهم لأجله، فإن الله خلقهم ليعبدوه ولا
يشركوا به في عبادته أحداً من المخلوقين لا ملك مقرب ولا نبي مرسل فضلاً عن غيرهما
… ونأمر بهدم القباب
ونهدم ما بني على القبور، ولا يزاد القبر على شبر من التراب وغيره)[3]
هذا هو التصور العام الذي يناضل من أجله الوهابية،
وقد قاموا لأجله بهدم الأضرحة، والقضاء على الكثير من الآثار التي كانت مخزنا مهما
للتاريخ الإسلامي.
وعند محاولة المقارنة بين دعوة الشيخ محمد بن عبد
الوهاب والجمعية من هذه الناحية نجد نقاط وصل
كثيرة، سنرى تفاصيلها في محلها من هذا الجزء والجزء الثالث، ولكنا هنا
[1] مجموعة مؤلفات الشيخ
(الرسائل الشخصية) : 5 / 36.