نام کتاب : جوانب الخلاف بین جمعیة العلماء والطرق الصوفیة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 158
2 ــ ما ورد في الحديث من أن (أولُ ما بُدِىءَ به
رسول الله a من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان
لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حُبِّبَ إليه الخلاءُ، وكان يخلو بغار
حِراءَ؛ فيتَحَنَّثُ فيه ـ وهو التعبد ـ الليالي ذوات العدد، قبل أن ينزع إلى
أهله، ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة، ويتزود لمثلها، حتى جاءه الحق، وهو في غار
حراء)[1]
وقد علق المحدث الصوفي ابن أبي جمرة في شرحه لهذا الحديث بقوله: (في الحديث
دليل على أن الخلوة عون للإنسان على تعبده وصلاح دينه، لأن النبي a لما اعتزل عن الناس وخلا بنفسه، أتاه هذا
الخير العظيم، وكل أحد امتثل ذلك أتاه الخير بحسب ما قسم له من مقامات الولاية،
وفيه دليل على أن الأوْلى بأهل البداية الخلوة والاعتزال، لأن النبي a كان في أول أمره يخلو بنفسه.. وفيه دليل
على أن البداية ليست كالنهاية، لأن النبي a أول ما بُدِىءَ في نبوته بالمرائي، فما
زال عليه الصلاة والسلام يرتقي في الدرجات والفضل، حتى جاءه المَلكُ في اليقظة
بالوحي، ثم ما زال يرتقي، حتى كان كقاب قوسين أو أدنى، وهي النهاية. فإذا كان هذا
في الرسل فكيف به في الأتباع ؟! لكن بين الرسل والأتباع فرق، وهو أن الأتباع
يترقون في مقامات الولاية ـ ما عدا مقام النبوة، فإنه لا سبيل لهم إليها، لأن ذلك
قد طُويَ بساطه ـ حتى ينتهوا إلى مقام المعرفة والرضا، وهو أعلى مقامات الولاية..
ولأجل هذا تقول الصوفية: من