نظروا بعين النقد لما يحدث في تلك المجالس، ولعل أشهرهم الشيخ عبد الرحمن الأخضري الذي قال في منظومته التي نقد فيها الصوفية:
والرقصُ والصراخ والتصفيق
عمداً بذكر الله لا يليق
وإنما المطلوبُ في الأذكارِ
الذكرُ بالخُشوع والوقارِ
فقد رأينا فرقةً إنْ ذَكَروا
تَبَدَّعوا وربّما قد كفروا
وفعلوا في الذكر فعلاً منكراً
صعباً فجاهدهم جهاداً أكبرا
خلّوا من اسم الله حرف الهاء
ألحدوا في أعظم الأسماء
لقد أتوا والله شيئاً إدا
تخرمنه الشامخات هدا
والألف المحذوف قبل الهاء
قد أسقطوه وهو ذو إخفاء
وزعموا أن لهم أحوالا
وأنهم قد بلغوا الكمالا
والقوم لا يدرون ما الأحوال
فكونها لمثلهم محال
حاشا بساط القدس والكمال
تطؤه حوافر الجهال
والجاهلون كالحمير الموكفه
والعارفون سادة مشرفة
وقال بعض السادة المتبعة
في رجز يهجو به المبتدعة
ويذكرون الله بالتَّغْبِير
ويشْطَحون الشَّطح كالحمير
وينبحون النبح كالكلاب
طَريقُهم ليست على الصَّواب
وليس فيهم من فتى مطيع
فلعنة الله على الجميع