نام کتاب : جوانب الخلاف بین جمعیة العلماء والطرق الصوفیة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 264
والصَّاحي يعرف حدّ السُكر واركأنه ومَا معه من السكر
شيء. والطبيب في حالة المرض يعرف حدّ الصحة وأسبابـها وأدويتها، وهو فاقد الصحة.
فكذلك فرقٌ بين أن تعرف حقيقة الزهد وشروطه وأسبابه، وبين أن تكون حالك الزهد
وعزوف النفس عن الدنيا!) [1]
الأساس
الرابع:
وقد خصصه
الشيخ العلاوي لبيان أن
المقصود بالخطاب في القرآن هو جميع المكلفين واحدا واحدا و(ولا واحد أولى من الآخر
في كل زمان)، يقول في بيان هذا: (إن القرآن كلام الله يكلم به عباده، وهم لا
يشعرون، وكتاب بعث إليهم بالخصوص وهم لا يدرون، لاهية قلوبهم كأنهم يظنون أنه وجد
اتفاقا، فصاروا يأخذون منه أحكامهم وليسوا بالمقصودين في علم)[2]
وهو لا يريد
بهذا المعنى ما هو مشهور من أن الخطاب في القرآن يتوجه إلى المكلفين باعتبارهم
المقصودين بالأوامر الإلهية فقط، فذلك لا يجادل فيه أحد، وإنما يشير إلى معنى أعمق
وأخطر، وقد لقي معارضة من المنكرين، كما لقي قبله من قال ذلك من الصوفية، وهو ما
عبر عنه بقوله: (فمن فتح الله بصيرته يراه الآن يتنزل به الروح الأمين، وإذا قرأه
يقرأه من إمام مبين،