نام کتاب : جوانب الخلاف بین جمعیة العلماء والطرق الصوفیة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 295
لا يمكنه أن يوصل إليه
وإذا ظهر لنا عدم إمكان الاعتماد على الكشف كطريق للمعرفة الصحيحة المدلول عليها
بالكتاب والسنة وأن خطأ الكشف يعرف بمخالفة الكتاب والسنة أو مخالفة العقل الصحيح
المهتدي بهما أو مخالفته للحس الظاهر والباطن.
ثالثا ــ موقف الطرق الصوفية من المصادر الغيبية:
يعتبر الصوفية هذا
المصدر خصوصا ركنا أصيلا في الطريق الصوفي، بل يعتبرونه هو الغاية التي من أجلها
يكون السلوك وتكون المجاهدات، فالسلوك غايته المعرفة، والمعرفة الحقيقية هي التي
تنتقش في القلب، لا التي تحفظ في الصدر، وهم يعتبرون أنفسهم (خاصة) بسبب هذا
المنهج المعرفي، ذلك أن العلوم الأخرى، والتي يسمونها العلوم الظاهرة يشترك الجميع
في معرفتها وتحصيلها، بل لا يستدعي تحصيلها إلا الاجتهاد والمذاكرة وبعض الذكاء،
والتمكن فيها لا يدل بحال من الأحوال على قرب صاحبها من الله، أو أن له حظا في
درجات الكمال الروحاني.
أما تمكن الصوفي من
الاستمداد من المصادر الغيبية، فإنه يدل على أن له مكانة خاصة من الله بحيث استحق
بسببها أن ينال معارفة من مصدرها المباشر، ولهذا يردد الصوفية في مجالسهم قول أبي
يزيد البسطامي: (أخذتم علمكم ميتاً عن
ميت، وأخذنا علمنا عن الحي الذي لا يموت)[1]