نام کتاب : جوانب الخلاف بین جمعیة العلماء والطرق الصوفیة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 365
وما يتبع ذلك، فهذا حق صحيح وهو محض التوحيد
والإخلاص، وهو فى الحقيقة عبادة القلب وتوكله واستعانته وتألهه وإنابته وتوجهه إلى
الله وحده لاشريك له، وما يتبع ذلك من المعارف والأحوال، وليس لأحد خروج عن هذا،
وهذا هو القلب السليم الذي قال الله فيه: {إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ
سَلِيمٍ} [الشعراء: 89]، وهو سلامة القلب عن الإعتقادات الفاسدة ومايتبع ذلك..
وهذا الفناء لاينافيه البقاء، بل يجتمع هو والبقاء، فيكون العبد فانيا عن إرادة ما
سواه وإن كان شاعرا بالله وبالسوى وترجمته قول (لا إله إلا الله)، وكان النبى r يقول:( لا اله الا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن) وهذا فى
الجملة هو أول الدين وآخره.. الأمر الثانى فناء القلب عن شهود ما سوى الرب، فذاك
فناء عن الإرادة، وهذا فناء عن الشهاده، ذاك فناء عن عبادة الغير والتوكل عليه،
وهذا فناء عن العلم بالغير والنظر إليه، فهذا الفناء فيه نقص، فإن شهود الحقائق
على ما هي عليه، وهو شهود الرب مدبرا لعباده آمرا بشرائعه أكمل من شهود وجوده أو
صفة من صفاته أو اسم من أسمائه، والفناء بذلك عن شهود ما سوى ذلك)[1]
وقال في موضع آخر:(.. وهذا فناء عن ذكر السوى وشهوده
وخطوره بالقلب، وهذا حال ناقص يعرض لبعض السالكين، ليس هو الغاية، ولا شرطا في
الغاية، بل الغاية الفناء عن عبادة السوى.. وهو حال إبراهيم ومحمد