نام کتاب : جوانب الخلاف بین جمعیة العلماء والطرق الصوفیة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 366
الخليلين ـ صلى الله عليهما وسلم ـ فإنه قد ثبت في
الصحاح عن النبي r من غير وجه أنه قال:( إن الله اتخذني
خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا)[1].. وحقيقة هذا الفناء هو تحقيق الحنيفية، وهو إخلاص الدين لله وهو أن
يفني بعبادة الله عن عبادة ما سواه، وبمحبته عن محبة ما سواه، وبطاعته عن طاعة ما
سواه، وبخشيته عن خشية ما سواه، وبالحب فيه والبغض فيه عن الحب فيما سواه والبغض
فيه، فلا يكون لمخلوق من المخلوقين لا لنفسه ولا لغير نفسه على قلبه شركة مع الله
تعالى)[2]
فهذه النصوص وغيرها تدل على أن حال الفناء الذي تحدث
عنه الصوفية حال معتبر عند كثير من علماء السلفية أنفسهم، وأن ما يدعيه من يدعي
صحبتهما من الدعاوى لا دليل عليه، وهو محض أحقاد تمتلئ بها النفوس، لا علم معتبر
يمكن أن يناقش.
أما ما ذكراه من نقص هذه الحال، فهو صحيح لا شك فيه..
والمتوقف عند هذه الحال والمستلذ لها انقطع به الطريق.. أولم يفهم الغاية منه..
فالخالع للكون الفاني لن يفهم مراد الله من رسائل الكون حتى يعيد لبسه من جديد،
باسم الله لا باسمه الذي لا وجود له.
ولكن استنقاص العارفين المتحدثين عن هذه الحال غير
صحيح..