responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جوانب الخلاف بین جمعیة العلماء والطرق الصوفیة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 376

في الصفة ولا في المعنى)[1]

ثم أعطى تشبيها مقربا لذلك، فقال: (ألا ترى أنّك إذا رسمت بعضا من الحروف الهجائية كما هنـا ( أ ب ت ث ) فإنّك تجد لكلّ حرف حرفا آخر مماثلا له، فالباء تماثلها التاء مثلا، ثمّ إذا أردت النطق بحرف من هاته الحروف تجد له مخرجا في النطق يخصّه، وليس للنقطة مخرج خصوصي حتى أنّك إذا رسمتها كما هنا تجد صورتها مباينة لجميع الحروف، وإذا أردت التلفظ بحقيقتها فإنّك تقول النقطة فيجنح بك اللفظ إلى حروف ليست من ذاتها وهي النون والقاف والطاء والتاء فاتضح لنــا أنّ النقطة معناها لا تحويه الألفاظ)[2]

وانطلاقا من هذا يقرر هذه الحقيقة العظيمة التي تجعل من هذا المفهوم مفهوما إسلاميا خالصا، بل مفهوما عميقا لا صلة له بما يورده الفلاسفة الملحدون الذين يجعلون الله عين الكون، والكون عين الله، فيقول: ( فكنه ذات البارئ جلّ شأنه ليس له لفظ يفصح عن ماهيته، ومـن أجل هذا كلّما تكلّم عارف بكلام يريد به التنزيه أو نقول البيان الكلّي لأوصاف الذات يبرز مباينـا لقصده لضيق العبارة {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ } [الأنعام: 91]) [3]

ثم بين الإشكالية الكبرى التي تعترض الصوفية دائما، وهي القدرة التعبيرية عن الحقائق، ذلك أن الحقائق من العظمة بحيث لا يطاق التعبير عنها،


[1] ابن عليوة الأنموذج الفريد المشير لخالص التوحيد، ص12.

[2] ابن عليوة، الأنموذج الفريد المشير لخالص التوحيد ،ص13.

[3] ابن عليوة، الأنموذج الفريد المشير لخالص التوحيد، ص13.

نام کتاب : جوانب الخلاف بین جمعیة العلماء والطرق الصوفیة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 376
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست